تمرّين ، ولا تأمرين ولا تنهين.
قال : فبكت حتى علا نشيجها ، ثمّ قالت : نعم ارجع ، فإنّ أبغض البلدان إليَّ بلدٌ أنتم فيه.
قلت : أما والله ما كان ذلك جزاؤنا منكِ ، إذ جعلناكِ للمؤمنين أمّاً ، وجعلنا أباكِ لهم صدّيقاً.
قالت : أتمنّ عليَّ برسول الله يا بن عباس؟
قلت : نعم نمنّ عليكِ بمن لو كان منكِ بمنزلته منّا لمننتِ به علينا.
قال ابن عباس : فأتيت عليّاً فأخبرته ، فقبّل بين عينيّ ، وقال : بأبي ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(١) ) (٢).
٣ ـ ( البدء والتاريخ ) المنسوب لأبي زيد البلخي المتوفى سنة ٣٤٠ هـ :
( وجاء ابن عباس ، فقال : إنّما سميتِ أم المؤمنين بنا؟
قالت : نعم.
قال : أولسنا أولياء زوجك؟
قالت : بلى.
قال : فلم خرجت بغير إذننا؟
قالت : قضاء وأمر ) (٣).
____________________
(١) آل عمران / ٣٤.
(٢) العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي ٤ / ٣٢٨ تحـ أحمد أمين ورفيقيه ط مصر والآية.
(٣) البدء والتاريخ ٥ / ٢١٥ ط باريس أفست.