عمر : قال : ( قال عمر : لعن الله فلاناً ... ) (١) ، وفيه أيضاً عن مسروق : ( قال عمر : لعن الله فلاناً ... ) (٢).
وقد أغرب ابن عبد البر ، حين لم يذكر هذا الحديث في ترجمة سمرة في إستيعابه ، وأحسبه ستراً عليه لأنّه من الأصحاب المذكورين في كتاب ( الإستيعاب )! وكم فيه وفي غيره من تراجم الصحابة ذكر أُناس لا يؤبه بهم ، كالأشعث بن قيس وجرير اللذين قالا في المرتدين لعبد الله بن مسعود استتبهم وكفّلهم عشائرهم (٣) ، وكان عدد المرتدين فيما ذكر ابن أبي شيبة من طريق قيس بن حازم مائة وسبعين رجلاً ، فيا ترى كم فيهم من الصحابة؟ وكان الأشعث بن قيس نفسه من المرتدين أيام أبي بكر ، وقد ندم أبو بكر عند موته أن لا يكون ضرب عنقه يومئذٍ لأنّه لا يرى شراً إلا أعان عليه (٤).
ومن حثالة الصحابة في فسقه وغدره المغيرة بن شعبة ، حتى وصف بأنّه أزنى ثقيف. وخلّ عنك معاوية وعمر وبن العاص وأضرابهم. وربيعة ابن أمية أخو صفوان بن أمية الذي ارتد وشرب الخمر أيام عمر ولحق بالشام فذهب إلى قيصر وتنصر (٥).
____________________
(١) المصنف ٤ / ٤١٢ رقم ١٢٠.
(٢) المصنف ٧ / ٢٧١ برقم ٣٦٠٠١.
(٣) أنظر تاريخ الطبري ٣ / ٤٢٩ ـ ٤٣١ ، العقد الفريد ٤ / ٢٦٧ ومصادر غيرها ، راجع كتاب ( المحسن السبط مولود أم سقط / ٢٠٢ ـ ٢١٢ ).
(٤) أنظر صحيح البخاري كتاب الحواله والكفالة الوكالة بشرح فتح الباري ٥ / ٣٧٥.
(٥) أنظر السيرة الحلبية ٣ / ٢٦٦.