إقرار أبي سفيان بأنّ زياداً ولده ، فاستلحقه معاوية بذلك ، وخالف الحديث الصحيح ( إنّ الولد للفراش وللعاهر الحجر ) وذلك لغرض دنيوي ، وقد أنكر هذه الواقعة على معاوية من أنكرها ، حتى قيلت فيها الأشعار ، ومنها قول القائل :
ألا أبلغ معاوية بن حرب |
|
مغلغلة من الرجل اليماني |
أتغضب أن يقال أبوك عِفٌّ |
|
وترضى أن يقال أبوك زاني |
وقد أجمع أهل العلم على تحريم نسبته إلى أبي سفيان ، وما وقع من أهل العلم في زمان بني أمية فإنّما هو تقية.
وذكر أهل الأمهات نسبته إلى أبي سفيان في كتبهم مع كونهم لم يؤلفوها إلاّ بعد انقراض عصر بني أمية محافظة منهم على الألفاظ التي وقعت من الرواة في ذلك الزمان كما هو دأبهم ) (١).
وجاء في ( كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري ) للشيخ محمّد الخضر الجكني الشنقيطي المتوفى سنة ١٣٥٤ هـ ، ترجمة زياد وكيفية إستلحاقه وأسماء الشهود له بذلك ، وفي آخر الترجمة ذكر غضب بني أمية من إستلحاقه ، وذكر شعر عبد الرحمن بن الحكم نقلاً عن ( الإستيعاب ) ، فمن أراد ذلك فليرجع إلى المصدر المذكور (٢).
____________________
(١) نيل الأوطار للشوكاني ٥ / ١٠٧ ط العثمانية بمصر سنة ١٣٥٧ هـ.
(٢) كوثر المعاني ١٣ / ٣٨٨ ط مؤسسة الرسالة سنة ١٤١٥ هـ.