على انفراد فضلاً عن مقارنتها بروايات بعضهم مع بعض؟ وإن كانت لوقائع متعددة فما بال عائشة وحدها تتولى فتل القلائد دون بقية الزوجات في جميع تلك السنين؟
على أنّه من المستبعد جداً أن لا يكون قد شاركتها مرّة غيرَها في ذلك الفتل العظيم الذي خصّت نفسها به!
وأبعد من ذلك كلّه عدم ورود حديث واحد عنهن يؤيد ذلك الإختصاص!
٣ ـ ثمّ ما بالها لم تذكر ـ ولو لمرّة واحدة ـ اسم الشخص الذي كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يرسل معه الهدي ، وما ذكرت غير أبيها؟ فهل يعني ذلك أنّه وحده كان يتولى سياق الهدي كما كانت ابنته تتولى فتل القلائد في جميع سني الهجرة؟ وهذا ما يكذبه الوجدان ، لأنّه لم يذهب إلى مكة أو إلى منى بعد الهجرة إلاّ وهو مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم سواء في عمرة القضاء أو في حجة الوداع ، وفي كلتيهما كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم موجوداً يتولى هديه بنفسه.
ولو سلّمنا جدلاً زعم بعض علماء التبرير أنّه كان ذلك في السنة التاسعة ـ وهي سنة تبليغ براءة ـ بحجة ذهابه أميراً على الموسم ، فما بال الرواة وعلماء التبرير أبلسوا عن مصير الهدي عندما لحقه الإمام عليه السلام وأبلغه أمر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ منه الآيات فرجع أبو بكر إلى المدينة ، كيف صار الهدي هل أرجعه معه؟ أو أخذه عليّ عليه السلام كما أخذ آيات براءة؟ أو أرسله أبو بكر مع آخرين غير عليّ عليه السلام؟ وهكذا استفهام بعد استفهام ، هذا كلّه