رجل من أسرتي وأهل بيتي ومن مصاص عبد مناف ، وأمّا الثالثة فإنّ أبي كان خلاً لأبيك ، وأمّا الرابعة فإنّك لسان قريش وزعيمها وفقيهها.
وأمّا الأربع التي غفرت لك : فعدوك عليَّ بصفين فيمن عدا ، واساءتك في خذلان عثمان فيمن أساء ، وسعيك على عائشة أم المؤمنين فيمن سعى ، ونفيك عني زياداً فيمن نفى. فضربت أنف هذا الأمر عينه حتى استخرجت عذرك من كتاب الله عزوجل وقول الشعراء.
وأمّا ما وافق كتاب الله عزوجل فقوله : ( خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً )(١).
وأمّا ما قالت الشعراء. فقول أخي بني ذبيان :
ولست بمستبق أخا لا تلمه |
|
على شعث أي الرجال المهذب |
فأعلم أني قد قبلت فيك الأربع الأولى وغفرت لك الأربع الأخرى ، وكنت في ذلك كما قال الأوّل :
سأقبل ممن قد أحب جميله |
|
وأغفر ما قد كان من غير ذلكا |
ثم أنصت.
فتكلم ابن عباس ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا ما ذكرت أنّك تحبّني لقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فذلك الواجب عليك وعلى كلّ مسلم آمن بالله ورسوله ، لأنّه الأجر الذي سألكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما آتاكم به من الضياء والبرهان المبين ، فقال عزّ وجلّ : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا
____________________
(١) التوبة / ١٠٢.