الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )(١) ، فمن لم يجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما سأله ، خاب وخزي وكبا في جهنم.
وأمّا ما ذكرت أنّي رجل من أسرتك وأهل بيتك ، فذلك كذلك ، وإنّما أردت به صلة الرحم ، ولعمري إنّك اليوم وصول ممّا قد كان ( مع ما كان ) منك ممّا ( فيما ) لا تثريب عليك فيه اليوم.
وأمّا قولك إنّ أبي كان خلاً لأبيك ، فقد كان كذلك ، وقد علمت ما كان من أبي إليه يوم فتح مكة وكان شاكراً كريماً ، وقد سبق فيه قول الأوّل :
سأحفظ من آخى أبي في حياته |
|
وأحفظه من بعده في الأقارب |
ولست لمن لا يحفظ العهد وامقاً |
|
ولا هو عند النائبات بصاحبي |
وأمّا ما ذكرت أنّي لسان قريش وزعيمها وفقيهها ، فإنّي لم أعط من ذلك شيئاً إلاّ وقد أوتيته ، غير أنّك قد أبيت بشرفك وكرمك إلاّ أن تفضلني ، وقد سبق في ذلك قول الأوّل :
وكلّ كريم للكرام مفضل |
|
يراه له أهلاً وإن كان فاضلا |
وأمّا ما ذكرتَ من عدوي عليك بصفين ، فوالله لو لم أفعل ذلك لكنت من الأم العالمين ، أكانت نفسك تحدثك يا معاوية أنّي كنت أخذل سيدي وابن عمي أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، وقد حشد له المهاجرون والأنصار
____________________
(١) الانبياء / ١٠٧.