لقد كان حبر الأمة من أبرز حفظة الشعر العربي ، إن لم يكن أعلمهم به على الإطلاق. فعن عكرمه ، قال : ( كان ابن عباس إذا سئل عن شيء من القرآن أنشد شعراً من أشعارهم ) (١). وكان هو من الدعاة إلى تعلمه وحفظه ، وهو القائل : ( الشعر ديوان العرب ، هو أوّل علم العرب ، فعليكم بشعر الجاهلية ، شعر أهل الحجاز ) (٢).
ففي هذا التفضيل ما يكشف عن خبرة تامة وإحاطة بخصائص الشعر ، ولقد كان يرجع إليه في المفاضلة بين الشعراء كما سيأتي في إحتجاجاته مع عمر.
ورجوع عمر إليه في تعيين شاعر الشعراء مع كثرة المحيطين به ممن لهم إحاطة بالشعر وخبرة في المفاضلة ، كما يكشف عن تفضيله على من عنده ، يدلّ على خبرة ابن عباس بالشعر العربي خبرة مميّزة.
ومن نوادر أخباره الأدبية في ألمعيته الشاعرية.
____________________
(١) المصنف لابن أبي شيبة ٦ / ١٧٧ تح اللحام.
(٢) كنز العمال ٣ / ٨٦٢ ، مؤسسة الرسالة حلب.