الأنبياء والنبيّ المصطفى ، صاحب القبلتين ، فهل يوازيه أحد في الورى ، الزاهد في الدنيا ، أنيس المصطفى ، وأبو السبطين (١) ، فهل يقارنه بشر ، وزوج خير النسوان (٢) ، فهل يفوقه قاطن بلد ، للأسُوْد قتّال ، وفي الحروب ختّال ، لم تر عين مثله ، ولن ترى أحدٌ حتى القيامة ، ولم أسمع بمثله ، فعلى من أنتقصه لعنة الله ولعنة العباد إلى يوم القيامة والتناد (٣).
____________________
قال الطبري في تفسيره وساق حديثاً بإسناده عن مجاهد قال : نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى يصدّقوا فلم يناجي إلا علي بن أبي طالب قدّم ديناراً فتصدّق به ، ثم أنزلت الرخصة في ذلك ، ( تفسير الطبري ٢٨ / ١٩ ).
وقال الحبري في تفسيره بسنده عن مجاهد قال : قال علي : آية من القرآن لم يعمل بها أحد قبلي ولم يعمل بها أحد بعدي : أنزلت آية النجوى فكان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكنت إذا أردتُ أن أناجي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تصدقت بدرهم حتى فنيت ، ثم نسخته الآية التي بعدها.
وهذا الخبر رواه الطبري في تفسيره والنسائي في الخصائص ، والترمذي في صحيحه في أبواب تفسير القرآن والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، والنسفي الحنفي في تفسيره مدارك التنزيل بهامش تفسير الخازن ، والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ٢ / ٢١ ، نقلاً عن ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وأبي يعلى وابن المنذر والدورقي وابن حبان وابن مردويه والترمذي. وله مصادر أخرى كثيرة من التراث السني فضلاً عن التراث الشيعي ، وهذا وحده يكفي في تزييف مزاعم الكاذبين بأن في الصحابة من كان يوازي فضل علي عليه السلام ، فضلاً عن تفضيلهم عليه ، كما هو مذهب أصحاب المفاضلة. وجميع ما ذكره ابن عباس في فضل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فهو من مميزّاته التي لا يوازيه أحد فيها.
(١) هما الحسن والحسين عليهم السلام.
(٢) هي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام.
(٣) هو يوم القيامة.