قال : فلمَّا صلى جآء ابن عباس حتى دخل عليه ، فقال له معاوية : ما حاجتك يا ابن عباس؟
قال : دينّ عليَّ.
قال : قد أداه الله عنك.
قال : وما أستعين به على الزمان.
قال : وذلك لك. أبقيت لك حاجة؟
قال : لا.
قال : أدخل بيت المال ، فاحمل ما بدا لك.
قال : إنّا بنو عبد المطلب لا نأخذ من مال المسلمين إلاّ ما أحتجنا إليه.
قال : عزمتُ عليك إلاّ ما فعلتَ (١).
قال : فدخل ابن عباس بيت المال ، فتلفّت يمينّا وشمالاً فرأى برنساً من خزَّ أدكن فتدرّعه ثم خرج به.
قال : قد أخذت حاجتك؟
قال : نعم.
قال : الحق ببلادك.
قال : يا أمير المؤمنين إنّك حيث نعيت إليَّ الحسن بن عليّ آليت على نفسي أن لا أسكن المدينة بعده أبداً ، ولا أجد مكانّاً أجلّ من جوار أمير المؤمنين.
____________________
(١) فليقرأ هذا الذاهبون في التيه وراء تهمة ابن عباس ببيت مال البصرة ، ولو كان لها ظل من الحقيقة لردّ بها عليه معاوية.