قال : أفمني الزيادة أم منك؟
قال : بل منك.
فتبسم ابن عباس ، وعلت أصواتهما.
فقال غلام من آل الزبير : يا بن عباس دعنا من لسانك هذا الذي تقلّبه كيف شئت ، والله لا تحبوننا يا بني هاشم ولا نحبّكم أبداً. فلطمه عبد الله ابن الزبير وقال له : أتتكلم وأنا حاضر.
وقال ابن عباس للغلام : صدقت نحن أهل بيت مع الله عزّو جلّ لا نحبّ من أبغضه الله تعالى. ثم قال لابن الزبير : لم ضربت الغلام؟ والله أحق بالضرب منه من خرق ومرق.
قال ابن الزبير : ومن هو؟
قال ابن عباس : أنت.
فقال ابن الزبير : يا بن عباس ما ينبغي لك أن تصفح عن كلمة واحدة؟
قال : أنا أصفح عمن أقرّ ، وأمّا عمن هرّ فلا ، والفضل لأهل الفضل.
قال ابن الزبير : فأين الفضل؟
قال : عندنا أهل البيت لا تصرفه عن أهله فتظلم ، ولا تضعه في غير أهله فتندم.
قال ابن الزبير : أَفَلسَتُ من أهله؟
قال ابن عباس : بلى إن نبذت الحسد ولزمت الجدَدَ.
وأنفضّ حديثهما باعتراض رجال من قريش بينهما فأسكتوهما ، وقام القوم فتفرقوا ) (١).
____________________
(١) أخبار الدولة العباسية / ١٠٨.