طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصهره ، وأوّل ذكر صلّى معه ، بدري قد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلّ مشاهده التي فيها الفضل ، ومعاوية مشرك كان يعبد الأصنام ، والذي ملك الملك وحده ، وبان به وكان أهله ، لقد قاتل عليّ بن أبي طالب عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول : صدق الله ورسوله ، ومعاوية وأبو سفيان يقولان : كذب الله ورسوله ، فما معاوية في هذه بأبرّ ولا أتقى ولا أرشد ولا أصوب منه في تلكم.
فعليكم بتقوى الله والجدّ والحزم والصبر ، والله إنّا لنعلم إنّكم لعلى الحق ، وأن القوم لعلى الباطل ، فلا يكونُنّ أولى بالجدّ في باطلهم منكم في حقكم ، أما والله إنّا لنعلم إنّ الله سيعذبهم بأيديكم أو بأيدي غيركم.
اللهمَّ ربّنا أعنّا ولا تخذلنا ، وانصرنا على عدّونا ، ولا تخلَّ عنا ، وافتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أقول قولي واستغفر الله لي ولكم ) (١).
٧ ـ وخطب ابن عباس رضي الله عنه أهل العراق في الكوفة بعد ما كثر خوض الناس في أمر الحكمين ، وكان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قد أمر ولده الحسن عليه السلام وابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنه وابن أخيه عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن يخطب كلّ منهم في شأن الحكمين وأمرهما ، فتقدم الحسن عليه السلام فخطب خطبة بليغة ، ثم جاء دور ابن عباس رضي الله عنه فخطب الناس ، وقال بعد الحمد والثناء : ( أيّها الناس إنّ للحق أهلاً أصابوه بالتوفيق ، والناس بين
____________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٥ / ٢٥٠ ، وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري / ٣٥٩ ط مصر.