لقد كان بارعاً في إدلاء الحجة وإلزام الخصم ، مع أدب جم ، وعلم وفهم ، وحسبنا على هذا إختيار الإمام أمير المؤمنين عليه السلام له ليكون الحَكَم الذي يمثل أهل العراق ، ولكن الأشعث والخوارج أبوا عليه ذلك ، وقد مرّ خبره في الحلقة الأولى ، وكذلك إختاره مفاوضاً عنه حين أرسله إلى الخوارج في حروراء ، وقد مرّ حديثه كذلك في الحلقة الأولى ، وسيأتي أيضاً برواية أخرى.
وقد قرأنا في الحلقة الأولى ( سيرة وتاريخ ) ، أنّه كان منذ صباه يتمتع بجرأة نادرة تدفعه لأن يقول كلمه ويدلي برأيه أمام شيوخ المهاجرين والأنصار ، كما مرّ في أيام عمر.
وسنقرأ نماذج من إحتجاجاته التي تغلّب فيها على محاوريه ، فاعترفوا له بفضيلة السبق في مضمار الحجاج ، وأنّه ما لاحى أحداً إلاّ خصمه. وسنجد الطابع العام في جُلّ تلك المحاورات يدور حول إمامة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا بدع ولا غرابة فهو بحكم قرباه النسبية ، وقرابته السببية من حيث التلمذة عليه ، مع إيمانه الصادق ووعيه المميز أن كان معدوداً