الباب إن هو إلاّ غيض من فيض ، لأنّه كان يقول : ( إنّ لعليّ عليه السلام في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس ، قوله تعالى : ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) فهو المؤذن بينهم يقول : ألا لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي واستخفوا بحقي ) (١) ، وكان يقول : ( ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّ ) (٢). ونحن إذا رجعنا إلى ما وصل إلينا من كتب التفسير والحديث لا نجد إلا النزر اليسير ممّا أشار إليه ابن عباس في قوله السابق.
ولا يفوتني التنبيه على أمر هام وبشرى سارة لمن يحبّ عليّاً عليه السلام ، وذلك إنّي وقفت على رسالة لأحد أعلام المحدثين من شيوخ العامة لم تنشر من قبل ، جمع فيها ( ما نزل في عليّ عليه السلام من آيات القرآن المجيد ) برواية ابن عباس رضي الله عنه ، وغيره ولعلي أنشرها إن شاء الله تعالى ضمن الحلقة الثالثة من هذه الموسوعة مع لدات أمثالها ، أسأل الله التوفيق لتحقيق الآمال ، وصالح الأعمال ، انّه الكبير المتعال.
ولنقرأ من إحتجاجه مع الأفراد مسلسلاً حسب تاريخ الصدور ، بدءاً من أيام أبي بكر ، ثم من بعده أيام عمر ، ومن بعده مع عثمان ، وعائشة ، وطلحة والزبير ، ومعاوية وعمرو بن العاص ، وزياد ، وعتبة ، ومروان ، وابن الزبير ، والأشعث بن قيس ، ومن سبّ عليّاً عليه السلام. ثم نقرأ من إحتجاجه مع الجماعات ، وبدءاً من الخوارج أفراداً وجماعات ، ثم مع تسعة رهط مفسدون في الأرض ، ومع المجبّرة والقدرية ، وغيرهم.
____________________
(١) مجمع البيان ٤ / ٢٥٩.
(٢) شواهد التنزيل ١ / ٣٩.