قال : إنّ ربي عزوجل يحمل كلّ شيء بقدرته ولا يحمله شيء.
قال : فكيف قوله عزوجل : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة )(١)؟
قال : يا يهودي ألم تعلم أنّ لله ( مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى )(٢) ، فكلّ شيء على الثرى ، والثرى على القدرة ، والقدرة تحمل كلّ شيء.
قال : فأين تكون الجنة؟ وأين تكون النار؟
قال : أمّا الجنة ففي السماء ، وأمّا النار ففي الأرض.
قال : فأين يكون وجه ربك؟
فقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام لي : يا بن عباس إئتني بنار وحطب ، فأتيته بنار وحطب فأضرمهما ، ثم قال : يا يهودي أين يكون وجه هذه النار؟
قال : لا أقف لها على وجه.
قال : فإنّ ربّي عزّ وجلّ عن هذا المثل ، وله المشرق والمغرب ، ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّه )(٣).
فقال له : ما اثنان شاهدان؟
قال : السماوات والأرض لا يغيبان ساعة.
قال : فما اثنان غائبان؟
____________________
(١) الحاقة / ١٧.
(٢) طه / ٦.
(٣) البقرة / ١١٥.