بكر فرداً كسائر بني هاشم منضوياً تحت لواء أبيه العباس كسائر أخوته وجميع بني هاشم يضمهم جميعاً كنف الإمام عليّ أمير المؤمنين عليه السلام الرحب ، فكانوا جميعاً تبعاً له ، فعن رأيه يصدرون وبأمره يعملون ، وهم جميعاً يمثلون الجبهة المعارضة للحكم يومئذ ، فيرون الحق لعليّ عليه السلام دون غيره ، ومرت أقوالهم شعراً ونثراً في ذلك.
بينما كان ابن عباس في عهد عمر له حضور منظور ، فهو في مجلس شورى عمر مفتياً ومشيراً وناصحاً ، وصاحباً في الحضر والسفر ، فكان يجرأ على المخاصمة ويقوى على المحاججة ، ويحتمل عمر منه ما لم يحتمله من غيره.
فكان مختصر الجواب عن هذه المسألة : أنّ مسألة التحالف التي كانت قبل الإسلام حسب الأعراف القبلية ، فبقيت أثارها تثيرها الخصومات كلّ ما دعت الحاجة إليها. وقد ذكرت شاهداً على ذلك في قصة تنازع أسامة بن زيد مع عمرو بن عثمان ، وانتصار الإمام الحسن عليه السلام وعبد الله بن جعفر لأسامة ، حين رأيا نصرة مروان وسعيد بن العاص لعمرو ابن عثمان ، وحسم معاوية ذلك النزاع لصالح أسامة خشية من بني هاشم أن يتفاقم الخطب ، ولم يكن في رأيي في ذلك سبباً تاماً بقدر ما هو كجواب إقناعي ، ورأيت أنّ قصر المدّة بين الحكمين كان عاملاً من عوامل تفضيل إمرة المطيبي وهو أبو بكر ، لأنّها لقصر مدتها لم تقع فيها كثير مفارقات وتناقضات في الأحكام ، كما هي الحال في إمرة الأحلافي