أى من أين وصلت إليهم فهذه عدة وجوه.
وعلى الأول : فقوله منهم لعل المراد منه انه من تقصيرهم وقلة كتمانهم والعلم بقصورهم عن الحفظ وترك الاذاعة لم يعلموا أوقات ما يصيبهم من القتل ونحوه وانما عرفوه إجمالا فلم يقدروا على التحرز.
وعلى الثاني : لعل المراد بكون ذلك منهم انه من ذنوب سلفت منهم أراد الله تكفيرها عنهم كقوله تعالى ( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) أو أنه بسبب اختيارهم للايمان المستلزم لاختيار الآخرة على الدنيا توجه إليهم البلاء في دنياهم.
وعلى الثالث : فقوله منهم اى من قابليتهم وأهليتهم لذلك بسبب تمام الانقياد وكمال الاعتقاد اختصوا بمثل ذلك أو من جدهم واجتهادهم في طلب العلم منه عليهالسلام
وعلى الرابع : فقوله منهم أى من أهل العصمة عليهمالسلام يعنى من رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى والحسنين عليهمالسلام والإلهام لأجل عدم إمكان التصريح والإضمار اتكالا على العلم بالمطلوب وتخييلا لان المرجع لا تغيب عن القلب هذا وبعض الوجوه تصلح لغير ما جعلت له كما لا يخفى والله اعلم.
ولا بد في بعض ما تقدم من تقدير مضاف الى ضميرهم كما عرفت وبعضها مستغن عنه وأولئك يمكن كونه إشارة إلى أصحاب على عليهالسلام ويمكن كونه إشارة إلى أصحاب الحسين عليهالسلام ولا مانع من الجمع أيضا وعلى الأول هو بيان العلة التي منعت الصادق عليهالسلام عن تعليم أصحابه مثل ما علم على عليهالسلام أصحابه وحاصله عدم وثوق الصادق عليهالسلام بالكتمان منهم وخوفه من ترتيب المفسدة على إعلامهم وعلى الثاني هو بيان للعلة التي اقتضت فتح الحسين عليهالسلام لذلك الشيء اليسير وتعليمه له أصحابه.
وفي كتاب بصائر الدرجات روى هذا الحديث وفيه من علمهم بمناياهم (١) وح لا اشكال والله أعلم.
__________________
(١) بصائر الدرجات ص ٢٦١ ط التبريز.