فقد ورد في الحديث انه قال يا على أنا وأنت أبوا هذه الأمة فمن عق والديه فعليه لعنة الله (١).
وأوضح من ذلك قوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ )
وقد نقل ان في مصحف ابن مسعود وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم (٢).
وروى في بعض الاخبار ان النبي صلىاللهعليهوآله أب لأمته وحمل عليه قول لوط عليهالسلام ( هؤُلاءِ بَناتِي ) فيستقيم الحكم بأن الجميع من ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله ويجمع بين الاية والخبر السابق بما لا يخفى بل لا منافاة بين كونهما أبوي الأمة وأحدهما أبا الأخر إذ هو من أمته ، ويقرء قوله وولد على بالرفع اى كذلك فهو مبتداء خبره محذوف.
ومنها : أن يكون الظرفان بل كل واحد منهما خبر مبتداء محذوف اى بعضهم من ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله وبعضهم من ولد على عليهالسلام أو يكون الظرف الأول خبر مبتداء محذوف ، والثاني عطفا عليه وتقديره بعضهم أو أكثرهم فيكونان خبرا واحدا أو خبرين لمبتداء واحد من باب تعدد الخبر بالعطف.
ومنها : أن يكون حكما على الأكثر من غير تقدير فيبقى بمنزلة التغليب في الحكم وله نظائر في كلام البلغاء كما يطلقون وصف أهل بلد والحكم عليهم بالخير والصلاح أو بالشر والفسق أو بقتل أحد أو نهب بلد أو خروج على امام ونحو ذلك.
ومنها : ان يكون عاما مخصوصا فإنه ما من عام الا وقد خص كما اشتهر عن ابن عباس وغيره والمختص معلوم قطعي صريح متواتر وعلى هذا والذي قبله يكون الظرفان خبرين للمبتدإ المذكور من باب تعدد الخبر أيضا.
__________________
(١) أنوار البهية للمحدث القمي ص ٦٣.
(٢) الناقل هو الطبرسي ره في مجمع البيان عن ابى وابن مسعود وابن عباس قال :
وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبد الله (ع) راجع ج ٨ ص ٣٣٨.