ومعلوم ان الغيبة كانت سنة مأتين وستين فظهر ان الكتب المشار إليها كلها أو أكثرها قد كتب في المائة الأول وكلها كانت من الأحاديث.
وروى الطبرسي في الاحتجاج عن أمير المؤمنين انه لما افتتح البصرة اجتمع الناس عليه ومنهم حسن البصري ومعه الألواح فكان كلما لفظ أمير المؤمنين عليهالسلام بكلمة كتبها الحديث (١) وانظر الى باب ما عند الأئمة عليهمالسلام من الكتب في الأصول في أصول الكافي والى باب فضل الكتابة والتمسك بالكتب وغيرهما من أبواب الكتاب الكافي فإنه كاف في ذلك فكيف إذا انضم الى غيره من كتب الحديث والرجال.
ولو أطلقنا عنان القلم في هذا المجال لأكثر وأطال وأورث الملال وأعقب الكلام بما كتب وقال ولم يقدر على استيفاء المقام والمقال فلا تفتر بأمثال هذا الكلام الذي أصله من العامة ونقله بعض المتأخرين من الخاصة على وجه الغفلة فلا تظن ان كتاب الحديث ومقابلته لم يقعا في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله وما قاربه ولا تظن ان الحفظ عن ظهر القلب أوثق من الكتابة بل الأمر بالعكس والوجدان شاهد به فان النسيان كالطبيعة الثانية للإنسان والنص المتواتر دال على ان الكتابة أوثق من الحفظ ، وانه ينبغي كتابة الحديث وانه يعتمد على الكتابة بعد التصحيح والمقابلة ولنتبرك بإيراد شيء يسير من الأحاديث المشار إليها.
روى الشيخ الجليل ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في الكافي بسنده عن ابى عبد الله عليهالسلام قال القلب يتكل على الكتابة (٢).
وعن ابى عبد الله عليهالسلام اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا (٣).
وعنه عليهالسلام قال : احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها (٤).
وعنه عليهالسلام قال : اكتب وبث علمك في إخوانك فإذا مت فأورث كتبك بنيك
__________________
(١) الاحتجاج ج ١ ص ٢٥١.
(٢) ج ١ ص ٥٢ ح ٨.
(٣) ج ١ ص ٥٢ ح ٩.
(٤) ج ١ ص ٥٢ ح ١٠.