وثانيهما : ان يكون المراد ان ذلك يقال فينبغي لكم العمل بهذا القول وان كان يحتمل الصدق والكذب الا ان الجواز معلوم والاستحباب إذا ورد هنا وان كان بطريق ضعيف لكنه تستلزم حصول الثواب على العمل به فيدخل تحت قولهم عليهمالسلام من بلغه شيء من الثواب على شيء من العمل فصنعه كان له اجره وان لم يكن على ما بلغه (١) فإنه أعم من الثواب المذكور تفصيلا وإجمالا فصار ظاهرا فيكون أشار عليهالسلام الى مضمون تلك الأحاديث وهي كثيرة قد جمعنا منها تسعة أحاديث في محل آخر وفيها ما هو صحيح السند باصطلاح الشيخ بهاء الدين ومن وافقه من المأخرين وكلها صحيحة باصطلاح قدمائنا.
وقد ذكر الشيخ بهاء الدين في عدة مواضع من كتبه ان هذا المعنى قد روى بعدة طرق أقواها الحسن وقد ذكر ان هذا الحديث مما تفرد بروايته أصحابنا ولم يروه العامة وفي هذا أيضا نظر فإن العامة أيضا نقلوه ورواه ابن فهد في عدة الداعي من طرقهم وقال ان هذا المعنى متفق على روايته بين العامة والخاصة (٢) وعذر الشيخ عدم الاستحضار في ذلك الوقت ومثله كثيرة والله اعلم.
__________________
(١) البحار ج ٢ ص ٢٥٦ ح ٣ نقلا عن المحاسن
(٢) عدة الداعي ص ٢.