فكان لأحد أن يقول : إنّه يرد على المصنّف : أنّ هذا الاختصاص مع اشتراك الضمير بين رجوعه إلى اليوميّة وإلى الجميع غير جيّد.
فدفع ذلك : بوجود ما يصلح قرينة لتعيين المراد حيث إنّ اليوميّة الفرد الأظهر من بين الصلوات ، والأكمل ثوابا مع ما مرّ من القرائن اللفظيّة.
والضمير في « اشتراكه » راجع إلى « الضمير » لا إلى « الغير » بمعنى : مع اشتراك غير اليوميّة لليوميّة في الشرائط كما قيل.
قوله : وذلك في الظل المبسوط.
احترز به عن الظلّ المعكوس وهو الحادث من المقاييس القائمة على سطح قائم على سطح الافق الواقعة في سطح دائرة الارتفاع الموازية للخط الواقع في سطح دائرة الأفق ؛ فإنّ هذا الظل على عكس الظل المبسوط المسمّى بالمستوي أيضا ، فإذا طلعت الشمس يكون هذا الظل معدوما ، فكلّما زاد ارتفاع الشمس يزيد هذا الظل حتّى إذا انتهت إلى دائرة نصف النهار ، فيكون حينئذ غاية زيادة الظل في ذلك اليوم.
قوله : مخالفا لميل الشمس في المقدار.
أي : مخالفا لميلها عن المعدل في ذلك اليوم سواء كان زائدا أو ناقصا. والظلّ الباقي في نصف النهار حينئذ قد يكون جنوبيا في الشاخص ، وقد يكون شماليّا.
وتوضيح ذلك : أنّ عرض المكان إمّا جنوبي أو شمالي ، وعلى التقديرين يكون ميل الشمس إمّا جنوبيّا أو شماليّا ، وعلى التقادير إمّا يكون الميل ناقصا عن العرض أو زائدا ، فهذه ثمان صور يكون الظل في أربع منها جنوبيا وهي ما إذا كان العرض جنوبيا ، والميل شماليا زائدا أو ناقصا او الميل جنوبيا ناقصا ، أو العرض شماليا والميل شماليا زائدا ، وفي أربع اخرى شماليا ، وهي الأربعة الباقية. ولا يخفى أنّه إذا لم يكن للبلد عرض وكانت الشمس ذات ميل ، أو لم يكن للشمس ميل وكان البلد ذا عرض يكون الحكم كذلك أيضا ، والعبارة قاصرة عن أداء ذلك ، كما لا يخفى.
وكذلك لا يخفى أنّه كان الأولى زيادة قيد آخر وهو أن يقول : أو مختلفا في الجهة.