بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله المتجلّي بأعلامه التكوينية والمطاع بأعلامه التشريعية ، المخوف المرهوب مع كونه أرحم الراحمين ، والمحبوب المرغوب مع أنّه أشدّ المعاقبين ، وصلّى الله على آخر المصطفين الأخيار محمّد وآله المنتجبين الأبرار.
وبعد ، فقد بقي لمعان « اللمعة الدمشقية » ساطعا مع تمادي الأيّام والأعوام ، والّتي هي نتاج ما خطّه يراع الفقيه المتبحّر الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي الدمشقي العاملي رحمهالله ( ٧٣٤ ـ ٧٨٦ ).
وقد زاد في تألّقها وشهرتها ما أضفاه الشهيد الثاني زين الدين العاملي رحمهالله ( ٩١١ ـ ٩٦٥ ) في شرحه لها المسمّى بـ « الروضة البهية » من رونق وبهاء ، وشفّافية وجلاء ، فاقترنا لأكثر من أربعة قرون في كلّ حوزة علمية ومدرسة فقهية ، فانتهل منهما المجتهدون ورشف منهما العلماء والمتعلّمون ، ومدحهما وأكبرهما الموالون والمناوئون ، وليس ذلك إلّا لسلامة منهجيهما ووافر علميهما وشهادتيهما رضوان الله عليهما.
ولأهمّية هذا الشرح المبارك فقد علّق عليه وحشّاه عدّة من العلماء ، ولعلّ أشهرهم هو صاحب هذا الأثر المبارك وهو العلم الحجّة المحقّق الفقيه الملّا أحمد النراقي نوّر الله روحه وضريحه ( ١١٨٥ ـ ١٢٤٥ ). حيث تناول رحمهالله فيه التعليق على أبواب الفقه ـ من الطهارة إلى الحدود ـ ببيان علميّ فذّ ، واسلوب تعليميّ سلس. أثابه الله على مجهوده أفضل الثواب إن شاء الله.