قوله : ولا الأكل كذلك.
وأي : ولا يجوز لهم الأكل جميعا. والمراد : أنّه يلزم أن يأكل كلّ اثنين منفردين ، ولا يجتمع الأربعة في الأكل. فالمراد بقوله : « كذلك » أي : الأكل على الاجتماع ، وليس المراد جواز الأكل جماعة وعدم جواز أكلهم جميعا ؛ إذ لا يتصوّر للأكل جماعة إلّا الأكل جميعا ، فما ذكره المحشّى الشيخ علي من أنّ المراد أنّ الاكل يجوز لهم مجتمعين جميعا لا منفردين جميعا ؛ اشتباه نشأ من عطف الشارح الأكل على الصلاة فافهم.
قوله : ونبّه بإلحاق ال « تاء » إلى آخره.
حيث إنّ العدد إذا جاوز الاثنين يخالف معدوده تذكيرا وتأنيثا ، فإلحاق ال « تاء » دليل على أنّ معدود الأربعة يجب أن يكون مذكّرا.
ولا يخفى أنّ ما ذكره إنّما يصحّ لو كان الترديد بين الرجال والنساء ، فيكون إلحاق ال « تاء » منبّها على عدم إجزاء النساء ولكنّ الترديد إنّما هو بين الذكور والأعم ولا شك أنّ المعدود الأعم مذكّر أيضا ، فإنّه إمّا الآدمي أو الانسان ، فيكون التقدير أربعة ، أو آدم ، أو الاناسي ، أو مثلهما ، فلا دلالة لالحاق ال « تاء » على عدم إجزاء غير الذكور ؛ لانّه لو أراد الاعم أيضا لا بدّ له من إلحاق ال « تاء » أيضا ، فتأمّل.
قوله : ولكن لم يدل إلى آخره.
لاحتمال الإجزاء بالصبيان.
قوله : عملا بمفهوم القوم إلى آخره.
لأنّ المذكور في النص لفظ « القوم » حيث قال فيه : « ثمّ يقام عليها قوم فيتراوحون اثنين اثنين ، فينزفون يوما إلى الليل ».
والمفهوم من القوم المتبادر منه في العرف كما صرّح به بعضهم ليس إلا الرجال. ونصّ جماعة من أهل اللغة على ذلك أيضا ، قال الجوهري : « القوم : الرجال ، دون النساء ». وقال ابن الأثير في النهاية : « القوم في الأصل مصدر قام ، فوصف به ، ثمّ غلب على الرجال » ولذلك قابلهنّ يعنى في قوله تعالى : ( لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ ). وقد قابلهنّ الشاعر أيضا حيث قال :
أقوم آل حصن أم نساء