القرطاس وإظهاره بين سائر الناس.
وأمّا ما جمعوا به بينها من حمل أخبار المنع على ما إذا لم يكن للحزن والفضيلة ، فجمع بعيد وحمل غير سديد :
أمّا أوّلاً : فللقطع بعلم الأئمّة عليهمالسلام بأنّ الشيعة الكرام لا يتبرّكون بذلك الصيام ، فيصير نهيهم لهم حينئذٍ تحصيل حاصل ونفخاً في غير ضرام.
وأمّا ثانياً : فلتصريح الأئمّة عليهمالسلام بعدم قبول ذلك اليوم لماهيّة الصيام ، ويكون نفس الصوم موجباً للحشر مع آل زياد ، وسائر ما هو مذكور من المهالك ، كما أنّ التبرّك أيضاً موجب لذلك ، وبأنّ الصوم أيضاً لا يكون للحزن والمصيبة وإنّما يكون شكراً للسلامة ، وكلّ ذلك معلوم من تلك الأخبار السابقة التي هي في الدلالة على المطلوب متطابقة.
ففي خبر عبد الملك : « أفصومٌ يكون ذلك اليوم؟! كلّا وربِّ البيت الحرام ، ما هو يوم صوم ، وما هو إلّا يوم حزن ومصيبة » إلى أنْ قال : « فمن صام أو تبرّك به حشره الله مع آل زياد » (١).
وهو ظاهر في المراد ظهور الشمس في ساعة الراد ، ألا ترى كيف جعل الصيام مُسبِّباً لتلك الأُمور العظام ورتّب عليه ذلك الوعيد كما رتّبه على التبرّك بذلك اليوم النكيد؟
فلا يتمّ حينئذٍ تقييد الصوم المنهيّ عنه بالصوم بقصد التبرّك ، كما لا يخفى على مَنْ كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وفي خبر الحسين بن أبي [ غُنْدُر (٢) ] : « إنّ الصوم لا يكون للمصيبة ، ولا يكون إلّا شكراً للسلامة » (٣) الحديث.
وهو كسابقه في الدلالة ، كما لا يخفى على مَنْ أشرقت عليه شمس الجلالة
__________________
(١) الكافي ٤ : ١٤٧ / ٧ ، الوسائل ١٠ : ٤٥٩ ، أبواب الصوم المندوب ، ب ٢١ ، ح ٢.
(٢) في المخطوط : ( منذر ) ، وما أثبتناه من المصدر.
(٣) أمالي الطوسي : ٦٦٧ / ١٣٩٧ ، الوسائل ١٠ : ٤٦٢ ، أبواب الصوم المندوب ، ب ٢١ ، ح ٧.