وأقول :
قد أنكر المصنّف (رحمه الله) على عمر إيجاب بيعة أبي بكر ومخاصمته عليها في حين لا إجماع ، فلا يرتبط بالجواب عنه قول الخصم : «إنّ مبدأ الإجماع عمر وأبو عبيدة ، وإنّ إمامة أبي بكر ثبتت بالإجماع».
على أنّ دعوى الإجماع ظاهرة الكذب ، كما سبق (١).
وقوله : «ثمّ يتتابع الناس في الموافقة والقبول» ..
لا ينطبق على بيعة أبي بكر ؛ لأنّ عمر لم يترك الناس على رسلهم ، بل استكره الناس وخاصمهم على بيعة أبي بكر ، فلا موافقة ، ولا إجماع بالاختيار ـ لو سُلّم الإجماع ـ كما مرّ في مبحث تعيين الإمام (٢).
وأمّا ما ذكره في فضل عمر وأبي عبيدة ..
فهو من مزعوماتهم وأخبارهم ، وهي غير حجّة علينا ، بل ولا عليهم ؛ لِما عرفت من حالها في المقدّمة وغيرها (٣).
وأمّا قوله : «وليس هو الموجب» ..
أي لبيعة أبي بكر ؛ فهو من إنكار الضروريات ، كما يعرفه مَن عرف طرفاً ممّا جرى في السقيفة وما بعدها.
ولا يمكن أن يجاب عن عمر باحتمال أنّه ممن يرى انعقاد
__________________
(١) راجع : ج ٤ / ٢٤٩ وما بعدها ، من هذا الكتاب.
(٢) راجع : ج ٤ / ٢٦٠ ، من هذا الكتاب.
(٣) راجع : ج ١ / ٧ وما بعدها وج ٤ / ٧٣ وج ٦ / ٢١ و ٤٩٥ ـ ٤٩٩ ، من هذا الكتاب.