البائع والمبتاع (١) فمن قارف حكرة بعد نهيك إيّاه (٢) فنكّل به ، وعاقبه فى غير إسراف
ثمّ اللّه اللّه فى الطّبقة السّفلى من الّذين لا حيلة لهم من المساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزّمنى (٣) فإنّ فى هذه الطّبقة قانعا ومعترّا (٤) ، واحفظ للّه ما استحفظك من حقّه فيهم ، واجعل لهم قسما من بيت مالك ، وقسما من غلاّت صوافى الإسلام فى كلّ بلد (٥) ، فإنّ للأقصى منهم مثل الّذى للأدنى ، وكلّ قد استرعيت حقّه ، فلا يشغلنّك عنهم بطر (٦) فإنّك لا تعذر بتضييعك
__________________
(١) المبتاع : المشترى.
(٢) «قارف» أى : خالط ، والحكرة ـ بالضم ـ : الاحتكار ، فمن أتى عمل الاحتكار بعد النهى عنه فنكل به ـ أى : أوقع به النكال والعذاب ـ عقوبة له ، لكن من غير إسراف فى العقوبة ، ولا تجاوز عن حد العدل فيها
(٣) البؤسى ـ بضم أوله ـ : شدة الفقر ، والزمنى ـ بفتح أوله ـ : جمع رمين ، وهو المصاب بالزمانة ـ بفتح الزاى ـ أى : العاهة ، يريد أرباب العاهات المانعة لهم عن الاكتساب
(٤) القانع : السائل ، من «قنع» كمنع ، أى : سأل وخضع وذل ، وقد تبدل القاف كافا فيقال كنع. والمعتر ـ بتشديد الراء ـ : المتعرض للعطاء بلا سؤال ، واستحفظك : طلب منك حفظه
(٥) صوافى الاسلام : جمع صافية ، وهى أرض الغنيمة ، وغلاتها : ثمراتها
(٦) طغيان بالنعمة.