مجلسا عامّا فتتواضع فيه للّه الّذى خلقك ، وتقعد عنهم جندك وأعوانك (١) من أحراسك وشرطك حتّى يكلّمك متكلّمهم غير متتعتع (٢) ، فإنّى سمعت رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وآله وسلم ، يقول فى غير موطن (٣) : (لن تقدّس أمّة (٤) لا يؤخذ للضّعيف فيها حقّه من القوىّ غير متتعتع) ثمّ احتمل الخرق منهم والعىّ (٥) ، ونحّ عنهم الضّيق والأنف (٦) يبسط اللّه عليك بذلك أكناف رحمته ، ويوجب لك ثواب طاعته ، وأعط ما أعطيت هنيئا (٧) ، وامنع فى إجمال وإعذار!
ثمّ أمور من أمورك لا بدّ لك من مباشرتها : منها إجابة عمّالك بما يعيا عنه
__________________
(١) تأمر بأن يقعد عنهم ولا يتعرض لهم جندك الخ ، والأحراس : جمع حرس ـ بالتحريك ـ وهو من يحرس الحاكم من وصول المكروه ، والشرط ـ بضم ففتح : ـ طائفة ـ : من أنواع الحاكم ، وهم المعروفون الآن بالضابطة ، واحده شرطة ـ بضم فسكون ـ
(٢) التعتعة فى الكلام : التردد فيه من عجز وعى ، والمراد غير خائف ، تعبيرا باللازم
(٣) أى : فى مواطن كثيرة
(٤) التقديس ، التطهير ، أى : لا يطهر اللّه أمة الخ
(٥) الخرق ـ بالضم ـ العنف ضد الرفق ، والعى ـ بالكسر ـ العجز عن النطق ، أى : لا تضجر من هذا ولا تغضب لذاك
(٦) الضيق : ضيق الصدر بسوء الخلق ، والأنف ـ محركة ـ : الاستنكاف والاستكبار وأكناف الرحمة : أطرافها.
(٧) سهلا لا تخشنه باستكثاره والمن به ، وإذا منعت فامنع بلطف وتقديم عذر «٨ ـ ن ـ ج ـ ٣»