إلى محق دين محمّد ، صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما (١) أو هدما تكون المصيبة به علىّ أعظم من فوت ولايتكم الّتى إنّما هى متاع أيّام قلائل يزول منها ما كان كما يزول السّراب أو كما يتقشّع السّحاب ، فنهضت فى تلك الأحداث حتّى زاح الباطل وزهق ، واطمأنّ الدّين وتنهنه
ومنه : إنّى واللّه لو لقيتهم واحدا وهم طلاع الأرض كلّها (٢) ما باليت ولا استوحشت ، وإنّى من ضلالهم الّذى هم فيه والهدى الّذى أنا عليه لعلى بصيرة من نفسى ويقين من ربّى ، وإنّى إلى لقاء اللّه [لمشتاق] وحسن ثوابه لمنتظر راج ، ولكنّنى آسى أن يلى أمر هذه الأمّة سفهاؤها وفجّارها (٣)
__________________
(١) «ثلما» أى : خرقا ، ولو لم ينصر الاسلام بازالة أولئك الولاة وكشف بدعهم لكانت المصيبة على أمير المؤمنين بالعقاب على التفريط أعظم من حرمانه الولاية فى الأمصار : فالولاية يتمتع بها أياما قلائل ثمّ تزول كما يزول السراب. فنهض الامام بين تلك البدع فبددها حتى زاح ـ أى : ذهب ـ الباطل ، و «زهق» أى : خرجت روحه ومات ، مجاز عن الزوال التام. ونهنهه عن الشىء : كفه فتنهنه ، أى : كف ، وكان الدين منزعجا من تصرف هؤلاء نازعا إلى الزوال ، فكفه أمير المؤمنين ومنعه ، فاطمأن وثبت
(٢) «وهم طلاع ـ الخ» حال من مفعول «لقيتهم» ، والطلاع ـ ككتاب ـ : ملء الشىء ، أى : لو كنت واحدا وهم يملأون الأرض للقيتهم غير مبال بهم
(٣) آسى : مضارع «أسيت عليه» كرضيت ـ أى : حزنت ، أى : إنه يحزن لأن يتولى أمر الأمة سفهاؤها الخ. والدول ـ بضم ففتح ـ جمع دولة ـ بالضم ـ