فيتّخذوا مال اللّه دولا ، وعباده خولا ، والصّالحين حربا ، والفاسقين حزبا فانّ منهم الّذى [قد] شرب فيكم الحرام (١) وجلد حدّا فى الاسلام ، وإنّ منهم من لم يسلم حتّى رضخت له على الاسلام الرّضائخ (٢) ، فلو لا ذلك ما أكثرت تأليبكم (٣) وتأنيبكم ، وجمعكم وتحريضكم ، ولتركتكم إذ أبيتم وونيتم ألا ترون إلى أطرافكم قد انتقصت (٤) ، وإلى أمصاركم قد افتتحت ، وإلى ممالككم تزوى ، وإلى بلادكم تغزى ، انفروا ـ رحمكم اللّه ـ إلى قتال عدوّكم ولا تثّاقلوا إلى الأرض فتقرّوا بالخسف ، وتبوءوا بالذّلّ (٥) ، ويكون نصيبكم الأخسّ ، وإنّ أخا الحرب الأرق (٦) ، ومن نام لم ينم عنه ، والسّلام
__________________
أى : شيئا يتداولونه بينهم ، يتصرفون فيه بغير حق اللّه. والخول ـ محركة ـ : العبيد ، و «حربا» أى : محاربين (١) يريد الخمر ، و «الشارب» قالوا : عتبة بن أبى سفيان ، حده خالد بن عبد اللّه فى الطائف ، وذكروا رجلا آخر لا أذكره.
(٢) الرضائخ : العطايا ، ورضحت له : أعطيت له ، وقالوا : إن عمرو بن العاص لم يسلم حتى طلب عطاء من النبى فلما أعطاه أسلم
(٣) تأليبكم : تحريضكم وتحويل قلوبكم عنهم ، والتأنيب : اللوم ، و «ونيتم» أى : أبطأتم عن إجابتى
(٤) أطراف البلاد : جوانبها قد حصل فيها النقص باستيلاء العدو عليها. وتزوى ـ مبنى للمجهول ـ من «زواه» إذا قبضه عنه
(٥) قر ـ من باب منع ، أو ضرب ـ : سكن ، أى : فتقيموا بالخسف ، أى : الضيم ، وتبوءوا ـ أى : تعودوا ـ بالذل
(٦) الأرق ـ بفتح فكسر ـ أى : الساهر ، وصاحب الحرب لا ينام ، والذى ينام لا ينام الناس عنه