٣٨١ ـ وقال عليه السلام : الكلام فى وثاقك ما لم تتكلّم به (١) فإذا تكلّمت به صرت وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ، فربّ كلمة سلبت نعمة [وجلبت نقمة].
٣٨٢ ـ وقال عليه السلام : لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلّ ما تعلم فإنّ اللّه فرض على جوارحك [كلّها] فرائض يحتجّ بها عليك يوم القيامة.
٣٨٣ ـ وقال عليه السلام : احذر أن يراك اللّه عند معصيته ويفقدك عند طاعته (٢) فتكون من الخاسرين ، وإذا قويت فاقو على طاعة اللّه ، وإذا ضعفت فاضعف عن معصية اللّه
٣٨٤ ـ وقال عليه السلام : الرّكون إلى الدّنيا مع ما تعاين منها جهل (٣) والتّقصير فى حسن العمل إذا وثقت بالثّواب عليه غبن ، والطّمأنينة إلى كلّ
__________________
(١) الوثاق ـ كسحاب ـ : ما يشد به ويربط ، أى : أنت مالك لكلامك قبل أن يصدر عنك ، فاذا تكلمت به صرت مملوكا له ، فأما نفعك أو ضرك ، وخزن ـ كنصر ـ : حفظ ومنع الغير من الوصول إلى مخزونه ، والورق ـ بفتح فكسر ـ : الفضة
(٢) فقده يفقده ، أى : عدمه فلم يجده ، والكلام من الكناية. أى : إن اللّه يراك فى الحالين فاحذر أن تعصيه ولا تطيعه
(٣) تعاين من الدنيا تقلبا وتحولا لا ينقطع ولا يختص بخير ولا شرير ، فالثقة بها عمى عما تشاهد منها ، والغبن ـ بالفتح ـ الخسارة الفاحشة ، وعند اليقين بثواب اللّه لا خسارة أفحش من الحرمان بالتقصير فى العمل مع القدرة عليه