الزّلل (١) ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم فى العمد والخطإ (٢) فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الّذى تحبّ أن يعطيك اللّه من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ووالى الأمر عليك فوقك ، واللّه فوق من ولاّك! وقد استكفاك أمرهم (٣) وابتلاك بهم ، ولا تنصبنّ نفسك لحرب اللّه (٤) فإنّه لا يدى لك بنقمته ، ولا غنى بك عن عفوه ورحمته ، ولا تندمنّ على عفو ، ولا تبجحنّ بعقوبة (٥) ، ولا تسرعنّ إلى بادرة وجدت منها مندوحة ، ولا تقولنّ إنّى مؤمّر آمر فأطاع (٦) فإنّ ذلك إدغال فى القلب ، ومنهكة للدّين ، وتقرّب من الغير. وإذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبّهة أو مخيلة (٧)
__________________
(١) يفرط : يسبق ، والزلل : الخطأ
(٢) يؤتى ـ مبنى للمجهول ـ نائب فاعله «على أيديهم» ، وأصله «تأتى السيئات على أيديهم ـ الخ»
(٣) استكفاك : طلب منك كفاية أمرهم والقيام بتدبير مصالحهم
(٤) أراد بحرب اللّه مخالفة شريعته بالظلم والجور ، و «لا يدى لك بنقمته» أى : ليس لك يد أن تدفع نقمته ، أى : لا طاقة لك بها
(٥) بجح به ـ كفرح لفظا ومعنى ـ والبادرة : ما يبدر من الحدة عند الغضب فى قول أو فعل ، والمندوحة : المتسع ، أى : المخلص
(٦) مؤمر ـ كمعظم ـ أى : مسلط ، والادغال : إدخال الفساد ، ومنهكة : مضعفة ، وتقول «نهكه» أى : أضعفه. وتقول «نهكه السلطان» ـ من باب فهم ـ أى : بالغ فى عقوبته ، والغير ـ بكسر ففتح ـ : حادثات الدهر بتبدل الدول ، والاغترار بالسلطة تقرب منها ، أى : تعرض للوقوع فيها
(٧) الأبهة ـ بضم الهمزة وتشديد الباء مفتوحة ـ : العظمة والكبرياء والمخيلة ـ بفتح فكسر : الخيلاء والعجب