وعند ما شاهد ذلك علي باشا نزل في محل يقال له (ثاج) (١) وهو ماء في ديرة بني خالد ونصب خيامه هناك وطول نهار ذلك اليوم تطارد خيالة الطرفين في ميدان الحرب حتى المغرب فقتل بعض أشخاص معروفين من الوهابيين ومن جيش الحكومة قتل أخو حمود وهو خالد الثامر.
وحينئذ رأى قوم ابن سعود الرعب والهلع وقلت همتهم. ولذا رغبوا (٢) في الصلح فأرسلوا رقعة يسترحمون فيها رغبتهم في الصلح. وهذه صورة كتابهم :
«من سعود العبد العزيز إلى علي ،
أما بعد ما عرفنا سبب مجيئكم إلى الإحساء وعلى أي منوال جئتم. أما أهل الإحساء فهم أرفاض ملاعين ونحن جعلناهم مسلمين بالسيف. وهي قرية الآن ليس داخلة في حكم الروم بعيدة منكم ولا يحصل منها شيء بسوى تعبكم. ولو أن جميع الإحساء وما يليها تؤدي لكم دراهمها ما تعادل مصارفكم التي عملتموها في هذه السفرة ولا كان بيننا وبينكم من المضاغنة قبل ذلك إلا ثويني فهو كان معتدي ولقي جزاءه. فالآن مؤمولنا المصالحة فهي خير لنا ولكم والصلح سيد الأحكام.» اه.
ومن هذا استدل صاحب الدوحة بضعف مقاومة سعود ، وأن الجيش كان راغبا في المقاومة إلا أن العليق (العلف) قد قلّ ، والمياه
__________________
(١) في عنوان المجد أن جيش سعود نزل الثاج. وأن علي باشا نزل الشباك الماء المعروف قرب الثاج ثم إن علي باشا لما سمع بمجيء سعود زحفت جيوشه من الشباك ونزلت ثاج ... (ص ١١٩).
(٢) وفي عنوان المجد أن الباشا هو الذي طلب الصلح والمكافة من الطرفين (ص ١١٩).