عندهم ليذهبوا إلى مسافة ثلاث مراحل أبعد كما تبين من كلام الرسول حين عودته.
وحينئذ أخبر الجيش بأن هناك بعض العربان يبعدون بضع ساعات فأغار عليهم صباحا فأحاط بهم فاغتنم منهم نحو اثني عشر ألفا من الغنم ورجع إلى مخيمه الأصلي. ثم استطلعوا أخبارا عن بني لام فتبين أنهم عبروا نهر (دويريج) (١) فكانت المسافة بعيدة ، لذا ترك الجيش أثقاله في محلها وهاجم بما لديه خفافا فأصبحوا منزل (طيب) وعبروا إلى الجانب الآخر فنزلوا ببعد ساعتين عنه ، فمضوا إليهم فصبحوا نهر (دويريج). وحينما عبروا هذا النهر لم يجدوا أثرا للعربان ولكنهم عثروا بالقرب منهم على عرب المقاصيص (٢) وكانوا أيضا من نوع من سبق فأخبر الجيش بذلك فذهب نحوهم فدمرهم وغنم منهم نحو اثني عشر ألف شاة فأرسلت إلى بغداد من طريق جسّان.
في هذه الأثناء أرسل الكتخدا إلى عرار أمرا بتأمينه مع بعض الموظفين فلم يجسر أن يأتي للمواجهة ولكن بعد بضعة أيام طلب عباس الفارس الدخالة فقبلت منه ومن ثم وجهت إليه مشيخة بني لام وألبس الخلعة ثم أغار على بعض المعدان واغتنم مقدارا من الأغنام والمواشي وأخذت الرهائن من شيخ ربيعة. وعاد الكتخدا إلى بغداد (٣). وهكذا كانت الغاية النهب والسلب فتحققت.
شيخ زبيد :
أقام الوزير مدة في الحلة خلالها رأى من الشيخ حطاب الشلال
__________________
(١) وهذا أيضا نهر يتكون من مياه قرب إيران ويصب في دجلة من لواء العمارة.
(٢) من ربيعة.
(٣) دوحة الوزراء ص ٢٣٢.