الرحمن باشا ، وقتل معه نحو الثمانين من أعوانه أثناء المعمعة. أما الجرحى فكانوا يبلغون نحو المائة وخمسين فانكسر عبد الرحمن باشا كسرة فاحشة جدا ولكن قرب الغروب وتلاحق الظلام حالا دون تعقيبهم واللحاق بهم. لذا ترك القتال إلى الصباح على أن يستأنف لإتمامه وذهب جيش الوزير للاستراحة.
أما عبد الرحمن باشا فإنه لما وافاه الليل سكن جأشه وذهب روعه فثبت مكانه وتراجع جيشه رغم انكساره.
وأدى فيلق الوزير صلاة المغرب إلا أنه اختل نظامه حينما سمع بالفرمان فانحل نصف جيشه بين المغرب والعشاء ، وفي الليل عاد إلى بغداد ، ولم يبال بانحلال جيشه بهذه الصورة وحاول أن يدخل الحرب مع عبد الرحمن باشا فتفرق عنه باقي عسكره ورجع إلى بغداد فاحتار في أمره وأسف لما ناله ولم يبق معه من اتباعه إلا نحو خمسة عشر رجلا (١) ...!!
قتلة سليمان باشا الصغير :
وحينئذ خرج خائفا وضرب في البادية هائما بيأس وحرمان ومضى لجهة ديالى وغرضه الذهاب إلى شيخ المنتفق حمود فعبر إلى الجانب الشرقي ووصل إلى (عشيرة الدفافعة). فرأت الفرصة سانحة للحصول على السمعة فقتلوا الوزير وقطعوا رأسه فجاؤوا به إلى عبد الرحمن باشا. ولم يفعل من العرب فعلة هذه العشيرة. ومن ثم لصق بها العار وأن القاتل علي الشعيب من فخذ البو نجاد (٢). وهو جد علي بن شخناب بن إبراهيم بن حمد بن علي الشعيب.
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٤٨.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٤٩ ومجموعة السيد محمود حموشي ومطالع السعود ص ١٩٢.