سرا فانتظروا الفرصة ليلا وذهبوا إلى داود فعذل هؤلاء وأهل المدينة فلم يعذلوا بالرغم من الاستمالة بل هاجموا الجيش على حين غرة فقابلهم ضرورة ، فلم يثبتوا إلا مدة قصيرة فألقي القبض على قسم وقتل آخرون. ومنهم من تشتت شملهم.
ومن ثم نهض الجيش من المحل المذكور وضرب خيامه في جنوب كركوك في قرية (تر كلان). وبعد ثلاثة أيام رحل الجيش إلى قرية (طقمقلو) منتظرا أجوبة ما قدمه من معروضات إلى الدولة.
وبعد أن أتم عثمان بك مهمته في كوى وحرير عاد الجيش ونظمت الإدارة هناك (١).
حمود الثامر ـ بعض وقائع بغداد :
إن عبد الله باشا لم يستطع البقاء في كركوك. فلما سمع بمجيء داود باشا إليها ذهب مع خمسمائة من الخيالة إلى بغداد فنصب خيامه خارج باب الإمام الأعظم وطلب أيضا سعيد باشا من حمود الثامر أن يوافيه فجاءه بألف وخمسمائة من العساكر فوصل إلى بغداد في ٢٣ ذي الحجة ونزل في جانب الكرخ.
أما سعيد باشا فإنه اضطربت حالته فلم يتمكن من ضبط الأمور كما أن المصروفات اليومية بلغت عنده ما يزيد على اثني عشر ألف قرش فصار الوزير يرى كل الصعوبات في الحصول على المبلغ فلم ير بدّا من تحمل هذه المشاق وصار يبذل جهوده لتأمين الحالة.
أما العثمانيون فقد ضجروا من هذه الحالة وجعل الوزير في الأبواب من يمنع الخروج عن البلد من الفرسان. لذا ترى الواحد
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٧٧.