المقطوعة إلى استنبول وأما درويش محمد آغا ، والحاج عبد الله آغا فإنهما وصلا حدود السبعين من عمرهما ، وإنهما كما تحقق للوزير قد أكرها على التوظف فرأفت الحكومة بشيخوختهما وكبر سنهما فعفت عنهما كما أن الحاج نعمان چلبي من التجار المعتبرين وأن قتله سيؤدي إلى تنفير التجار وتوحشهم ، ولهذه الملاحظة ومراعاة لخاطر التجار توقف الوزير عن إعدامه وعرض الأمر على الدولة فعفت ، وأن درويش محمد آغا ، والحاج عبد الله آغا قد أدخلا في عداد الندماء ونالا التفاتا وإكراما (١) ... والحاج نعمان چلبي هو صاحب مسجد العمار سبع أبكار وكان الأستاذ أبو الثناء شهاب الدين محمود الآلوسي أول مدرس فيه ، وآل الباچه چي اسرة معروفة في بغداد ، ولم يعقب الحاج نعمان الباچه ـ چي فآلت تولية المسجد إلى ابن أخيه الحاج سليم چلبي بن عبد الرحمن وذريته وإلى سعد الدين وذريته. والتفصيل في كتاب المعاهد الخيرية.
قتل السيد عليوي آغا الينگچرية :
لم تؤدبه الغربة. وكان يحسب الوزير أنه رجع عن غيّه وأبدل حالته. لذا حينما كان الوزير في بلاد الكرد وافى إليه الآغوات من كرمانشاه وجاء معهم فدخلوا جميعا في معية الوزير وكان المرقوم آغا بغداد سابقا وتبينت له خدمة ماضية فحين وروده بغداد جعله الوزير (آغا بغداد) كالأول. ولكنه عاد إلى حالته الماضية فلم تتغير أطواره من نفاق وفتنة كما أنه فسدت طباعه أكثر في ديار إيران وظهرت مساويه بوضوح ...
ورد من الشهزاده محمد علي ميرزا بعض التفاصيل عن سوء أحواله خفية ، كما أنه ظهرت منه فلتات لسانية وأوضاع رديئة ... كل ذلك تبين
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٨٥.