وبينما هم في هذه الحالة إذ جنح الإيرانيون إلى الصلح فلم تر الحكومة بدّا أن توافق صيانة للدماء وحبّا للراحة ، وأضيف إلى الشروط لزوم ترخيص سليمان باشا بن إبراهيم باشا الذي فر زمن سعيد باشا وعبد العزيز بك بن عبد الفتاح باشا متصرف درنة السابق الذي التجأ أيام عبد الله باشا إلى إيران وأن يسير إلى هذه الأنحاء ...
أسعف طلبه في حق محمود باشا وذهب السفراء من الطرفين لبضع مرات حتى استقر الصلح وتم الاتفاق بين الحكومتين وسحبت الجيوش الإيرانية من أنحاء مندلي وبدرة وجسان ، ونهض الشهزاده وعاد إلى كرمانشاه كما أن الوزير أمر بإعادة الجيوش وفاء بالشروط وجلب حسن باشا من لواء كوى ، وطلب من الشهزاده أن يرخص عبد العزيز بك وسليمان باشا فأرسلهم إلى بغداد.
وحينئذ خصصت مقاطعة (زنگباد) إلى سليمان باشا ووجهت درنة وباجلان إلى عبد العزيز بك برتبة باشا وأن عبد الله باشا ائتلف مع محمود باشا فجاء معتمد الدولة ميرزا محمد اللرستاني من الشهزاده لتعطى كوى وحرير إلى عبد الله باشا فأعادها محمود باشا إليه. وكتب للوزير كتابا يبدي فيه امتنانه العظيم وشكره وقدم الهدايا ... كما أنه أرسل والدته إلى أخيه حسن باشا لترغيبه في المجيء إليه فوافق وعاد إلى أخيه محمود باشا فتم أمر بابان (١).
صادق بك وشيخ زبيد :
شغل الوزير بأمر إيران مدة شهرين في خلالها شاغب هؤلاء ... ولذا أرسل عليهم عبد الله آغا بلوك باشي بيارق الخيالة ، وعبد الله بك
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٩٥.