بدأ القتال من وراء الحيطان ومن المتاريس والتحق العقيليون من عسكر الوزير في الكرخ بالأهلين دون أن يدعوهم أحد. وممن في الثكنة الداخلية الملا حسين رئيس الاحشامات دخل في زمرة الأهلين وأعطي مدافع ومهمات ومعدات حربية. وعدا ذلك وجه القنابل من داخل القلعة على السراي فكانت تمطر على جوانب السراي الأربعة وبهذه الصورة استولى على المحصورين اليأس.
وكان درويش آغا القائممقام قد أعاقه قاسم باشا عنده ثم ساعد على خروجه ... فأفهم المحاصرين أن جناب أفندي الذي جاء مع صادق أفندي من الخواجگان ولا يزال في السراي ، وقد استولى عليه الخوف والهلع ... فأقنعهم بلزوم إخراجه وإخراج صادق بك الذي جاء مع علي رضا باشا فوافقوا.
وبناء على ذلك أرسل مصطفى بك الربيعي فأخرج جناب أفندي وصادق بك من أعيان عينتاب. وفي وقت العصر سلم قاسم باشا و (ويودة) ماردين ولكن الحاج أبا بكر آغا كتخدا علي رضا باشا السابق مع سليمان الغنام امتنعوا من التسليم وبقوا إلى وقت الغروب ، وقبل أن يستولي الظلام انتهبوا الخزانة الداخلية وألقوا النار في غرفة العرض فاحترقت الأطراف ما عدا الحرم وخرجوا في وقت ذهاب الناس إلى أهليهم. ركضوا مسرعين وذهبوا من باب الإمام الأعظم حتى أنهم لم يبالوا بما سقط من أكياس الذهب والفضة. ولا بما تساقط من شقوق الأكياس (١) ...
حبس القائممقام وقتله :
حبس قاسم باشا مع ويودة ماردين شهرا ونصف شهر وبناء على
__________________
(١) تاريخ لطفي ومرآة الزوراء ص ٤١.