مما ولد ارتباكا في القلوب. ولذا اجتمع العلماء ووجوه البلد ورؤساء العسكر جميعا واتفقوا على أن لا يفترق الواحد عن الآخر ، وأن لا يخابروا علي باشا ولا ينفصل عن الاتفاق أحد. وتعاهدوا ، وأعدوا المدافع ولوازم المحاربة فيما إذا أقدم علي باشا على الحرب حتى أن داود باشا كان له مشاة من العساكر النظامية بقيت منهم نحو الخمسمائة مع ضباطهم فدعوا وسلموا إلى الحاج صالح بك.
وكذا كان له من العساكر الموظفة نحو الستمائة أو السبعمائة من الخيالة ونحو الخمسمائة من عقيل وهم مشاة. هذا ما كان له من جيش. وأن سور الجانب الغربي تهدم بسبب طغيان دجلة فبقي مفتوحا. وحينئذ وظف عسكر عقيل مع سليمان آغا الخازن لمحافظة باب الكاظمية. وكذا محمد آغا المقدم النظامي عين لحراسة باب الكريمات بمن معه من العساكر النظامية.
وكانت العساكر الموظفة في القلعة فأبقيت بيد ملا حسين الحشامات وفي الروابي وضع الوجوه من رجال المماليك لحراستها ...
والحاصل اتخذت التدابير لمحافظة البلد من جميع جهاته ...
أما علي باشا فإنه كان معه من القوة عبارة عن ألايين (كتيبتين) من (التيمارلو) الخيالة وفوجين من المشاة ونحو اثني عشر ألفا من سائر الخيالة والمشاة ممن لم يكونوا منظمين فمجموع ما كان لديه من العسكر عبارة عن خمسة عشر ألفا. ولم تكن معه مدافع وعتاد كافية ، وإن قلة الذخائر أو فقدانها عرقل أكثر. ولذا كان الاستيلاء على بغداد عنوة مما لا يؤمل.
عدل الوزير عن فكرة الاستيلاء على بغداد وركن إلى مراعاة السياسة وذلك أن محمد آغا الكهية بعد عصيان الحلة أخذ يتجول بين العربان. فلما علم بالواقعة ذهب إلى حلب مستقبلا الوالي. وعلى هذا