ولاية عبدي باشا
خرج مصطفى باشا حين ورود فرمان العزل ، وولي عبدي باشا أمور الإدارة وأن مصطفى باشا وقف في ديار بكر. وفي ذلك الحين ورد خبر أن البصرة استولى عليها الإيرانيون بسبب اهماله وتراخيه وأن مكاتيب الباليوز في بغداد الواردة إلى استنبول أيدت ذلك كما فهمت التفصيلات أيضا من معروضات مصطفى آغا الميراخور الثاني وكان أرسل بوظيفة رسمية. والظاهر أنها بعثته للاطلاع على حقائق الأمور. فأبلغها أن يد المماليك لا تزال قوية ، وأن مصطفى باشا لم يقدر على التغلب عليهم وإنما غروه في أمر الصلح مع ايران بغرض رفع الجيش وتسليم البصرة. ومن ثم قام عبد الله الكهية لعلمه أن نوايا الوزير مصروفة إلى تنفيذ رغبة الدولة في القضاء على المماليك وإعادة سلطة الدولة إليها فأرادت أن تتكتم في الأمر فأصدرت أمرا بإعدامه مبدية غضب السلطان عليه وأعلنت أنه نال العقوبة التي استحقها من جراء الغدر بعمر باشا. فاتخذ ذلك وسيلة لتبديل الوضع الإداري.
كانت عهدت الدولة إلى مصطفى باشا بولاية بغداد في أوائل سنة ١١٩٠ ه وبلغت مدة حكومته ثمانية أشهر وعلى رواية تسعة. وفي هذا الوقت ورد خبر سقوط البصرة ، وأن الوزراء الذين عينتهم الدولة بصحبة عمر باشا توجه عليهم اللوم من جراء أنهم لم يخبروا عن تفاقم الخطر (١).
وزارة عبد الله الكهية
وفي الوقت نفسه تحقق للدولة أن وزراء الروم لا يستطيعون ضبط العراق وأن يد المماليك قوية فلا تريد أن تزيد في الطين بلة. فأظهرت
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٧٠.