منهما ثلة من عسكر الروم وعين بمعية محمد باشا سباهية كركوك فسار هؤلاء على ايران.
أما أحمد باشا فقد نفر من حسن باشا من جراء ما رأى من معاملات منه لم ترق له. ولذا لم يبال بما عهد إليه. فأقام في محل يقال له (دز كره) من أعمال زهاو لمحافظة حدود تلك الأنحاء. ولكن محمد باشا توجه نحو سنة (سنندج). فقام بما أودع إليه.
وكان كريم خان أرسل خسرو خان ومعه اثنا عشر ألفا من الجند فتوجه إلى ديار الكرد. فوقف في الحدود في (كدوك سطرنجان) ويبعد نحو نصف ساعة عن الحدود. وحينئذ التقى الجمعان وحمي وطيس الحرب فطالت المعركة واكتسبت شدة فدارت الدائرة على خسرو خان فأخبر حسن باشا بذلك وبعث إليه برؤوس كثيرين منهم إلى كركوك كما وصلت الأنباء إلى بغداد. ولذا سيّر عبد الله باشا كتخداه إسماعيل آغا لمجرد سد باب الاعتراض مع مقدار من الجيش وعهد إليه بمحافظة دشخرو (١) في مندلي.
ولما علم كريم خان بكسرة خسرو خان جهز مرة أخرى جيشا قدره اثنا عشر ألفا بقيادة (كلب علي خان) فمشى على ديار الكرد للوقيعة بمحمد باشا وكان مع هذا الجيش أحمد باشا فأحسّ محمد باشا بعجزه فانسحب إلى كوي وأقام لدى متصرفها تمر باشا فكتب حسن باشا يستمد من عبد الله باشا أن يرسل إليه إسماعيل الكهية الذي هو في دشخرو فاعتذر.
وحينئذ لم يجد عسكر ايران من يقاومه أو يقفه عند حده فتوغل وسحق القرى والرعايا وأسر ما لا يحصى إلا أن أحمد باشا لم يطق
__________________
(١) لعل أصله (دشت دوخران) فخفف فإن (دوخران) معروف. أو أن أصله (دشت حزام) فصارت دشحزو إلا أن اللفظ جاء بالراء.