* أَسْرَتْ إليكَ ولم تكن تَسرِي *
فجاء باللغتين.
وقال أبو إسحاق في قوله : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ) قال : معناه : سيَّر عبدَه ، يقال : أَسرَيْتُ وسَرَيْت : إذا سِرْتَ ليلا.
وقال في قوله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (٤)) معنى : «يَسرِي» : يَمضِي ، يقال : سَرَى يَسرِي : إذا مضى.
قال : وحُذفت الياءُ من يَسرِي لأنّها رأسُ آية.
وقال غيره في قوله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (٤)) إذا يُسرَى فيه ؛ كما قالوا : ليْلٌ نائم ، أي : يُنامُ فيه ؛ وقال : (فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ) [محمد : ٢١] ، أي : عُزِم عليه.
وقال الليث : السُّرَى : سَيْرُ الليل.
والسارية من السحاب : الذي يجيء ليلا.
والعرَب تؤنِّثُ السُّرَى وتذكِّرُه.
والساريةُ : سحابةٌ تَسرِي ليلا ، وجمعُها السَّواري ، وقال النابغة :
سَرَتْ عليه من الجَوْزاء سارِيَةٌ |
تُزْجي الشَّمالُ عليه جامِدَ البَرَد |
والساريةُ : أُسْطُوانةٌ من حِجارة أو آجُرّ وجمعُها السّواري.
قال : وعِرْق الشَّجرِ يَسري في الأرض سَرْيا.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : السُّرَى : السَّراةُ من الناس.
وقال ابن السكيت وغيرُه : يقال : سَرُؤ الرجُل يَسْرُؤ ، وسَرَا ، يَسرُو ، وسَرِي يَسْرَى : إذا شَرُف ؛ وأنشد :
تَلْقَى السَّرِيَ من الرّجال بنفسه |
وابنُ السَّرِيِ إذا سَرَا أَسرَاهُمَا |
أي : أشرَفهُما. وقولُهم : قومٌ سرَاة جمعُ سَرِيّ ، جاءَ على غير قياس.
وسرَاةُ الفَرَس : أَعْلى مَتْنه ، وتُجْمَع سَروَات. والسَّرْوُ : الشرف. والسرْوُ من الجَبَل : ما ارتفَعَ عن مَجرَى السَّيْل وانحدَرَ عن غِلَظ الجبل ، ومنه سَرْو حِمير ، وهو النَّعْف والخَيْف.
وسَراةُ النهار : وقت ارتفاعِ الشمس في السماء ، يقال : أتيتُه سَراةَ الضُّحَى وسَراةَ النَّهارِ.
وقال أبو العباس : السرِيّ : الرفع في كلام العرب ، ومعنى سَرُوَ الرجل يَسرُو ، أي : ارتفع يرتفع فهو رفيع ، مأخوذ من سراة كل شيء : ما ارتفع منه وعلا.
وقال ابن السكيت : الطود : الجبل المشرف على عرفة ينقاد إلى صنعاء ، يقال له : السراة ، فأوّلُه سراةُ ثقيف ، ثم سَراة فَهْم وعَدْوان ، ثم الأزدِ ، ثم الحَرّةِ آخر ذلك.
وفي الحديث : أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم قال في الحساء : «إنه يَرْتُو فؤادَ الحَزين ويَسرُو عن فؤاد السَّقيم».
قال أبو عُبَيد : قال الأصمعيّ : «يَرْتو»