سبق اما تقديم المفعول معه على مصحوبه فالجمهور على منعه واجازه ابو الفتح في الخصائص واستدل بقول الشاعر
جمعت وفحشا غيبة ونميمة |
|
ثلاث خصال لست عنها بمرعوي |
وبقول الآخر
أكنيه حين اناديه لا كرمه |
|
ولا القبه والسؤة اللقبا |
على رواية من نصب السؤة واللقب اراد ولا القبه اللقب والسؤة اي مع السؤة لان من اللقب ما يكون بغير سؤة كتلقيب الصدّيق رضياللهعنه عتيقا لعتافة وجهه فلهذا قال الشاعر ولا القبه اللقب مع السؤة اي ان لقبته لقبته بغير سؤة قال الشيخ رحمهالله ولا حجة لابن جني في البيتين لإمكان جعل الواو فيهما عاطفة قدمت هي ومعطوفها وذلك في البيت الاول ظاهر واما في الثاني فعلى ان يكون اصله ولا القبه اللقب وأسؤه السؤة ثم حذف ناصب السؤة كما حذف ناصب العيون من قوله (وزججن الحواجب والعيونا) ثم قدم العاطف ومعمول الفعل المحذوف وقوله لا بالواو في القول الاحق ردّ لما ذهب اليه عبد القاهر رحمهالله في جمله من ان الناصب للمفعول معه هو الواو واحتجوا عليه بانفصال الضمير بعدها نحو جلست واياك فلو كانت عاملة لوجب اتصال الضمير بها فقيل جلست وك كما يتصل بغيرها من الحروف العاملة نحو انك ولك فلما لم يقع الضمير بعد الواو الّا منفصلا علم انها غير عاملة وان النصب بعدها بما قبلها من الفعل او شبهه كما تقدم والله اعلم بالصواب
وبعد ما استفهام او كيف نصب |
|
بفعل كون مضمر بعض العرب |
من كلامهم كيف انت وقصعة من ثريد وما انت وزيد برفع ما بعد الواو على انها عاطفة على ما قبلها وبعضهم ينصب فيقول كيف انت وقصعة من ثريد وما انت وزيدا فيجعل الواو بمعنى مع وما قبلها مرفوع بفعل مضمر هو الناصب لما بعدها تقديره كيف تكون وقصعة وما تكون او ما تلابس وزيدا فلما حذف الفعل انفصل الضمير المستكن فيه فقيل كيف انت وقصعة وما انت وزيدا ومثله قول الشاعر
فما انت والسير في متلف |
|
يبرّح بالذكر الضابط |
ونظير اضمار ناصب المفعول معه بعد كيف وما اضماره بعد ازمان في قول الشاعر
ازمان قومي والجماعة كالذي |
|
لزم الرحالة ان تميل مميلا |