وكونه منتقلا مشتقّا |
|
يغلب لكن ليس مستحقّا |
الحال هو الوصف المذكور فضلة لبيان هيئة ما هو له فالوصف جنس يشمل الحال المشتقة نحو جاء زيد راكبا والحال المؤلة بالمشتق كقوله تعالى. (فَانْفِرُوا ثُباتٍ.)
ومخرج نحو القهقرى من قولك رجعت القهقرى والمذكور فضلة يخرج الخبر من نحو زيد قائم وعمرو قاعد ولبيان هيئة ما هو له يخرج التميز من نحو لله دره فارسا والنعت من نحو مررت برجل راكب فان التميز في ذلك او النعت في ذا ليس واحد منهما مذكورا لقصد بيان الهيئة بل التميز مذكور لبيان جنس المتعجب منه والنعت مذكور لتخصيص الفاعل ووقع بيان الهيئة بهما ضمنا وقوله الحال وصف فضلة منتصب مفهم في حال اي في حال كذا فيه مع ادخال حكم في الحد بقوله منتصب انه حد غير مانع لانه يشمل النعت ألا ترى ان قولك مررت برجل راكب في معنى مررت برجل في حال ركوبه كما ان قولك جاء زيد ضاحكا في معنى جاء زيد في حال ضحكه فلاجل ذلك عدلت عن هذه العبارة الى قولي المذكور فضلة لبيان هيئة ما هو له وحق الحال النصب لانها فضلة والنصب اعراب الفضلات والغالب في الحال ان تكون منتقلة مشتقة اي وصفا غير ثابت مأخوذا من فعل مستعمل وقد تكون وصفا ثابتا وقد تكون جامدة فتكون وصفا ثابتا اذا كانت مؤكدة نحو قوله تعالى. (هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً.) وزيد ابوك عطوفا او كان عاملها دالّا على تجدد صاحبها كقولهم خلق الله الزرافة يديها اطول من رجليها ومنه قوله تعالى. (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً). وقوله تعالى.
(وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً). وقوله تعالى. (وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.) واذا لم يكن كذلك فلا بد من كونها منتقلة لا تقول جاء زيد طويلا ولا جاء زيد ابيض ولا ما اشبه ذلك لانه بعيد عن الافادة وتكون الحال جامدة اذا كانت في تأويل المشتق كقوله تعالى. (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ.) وقوله تعالى. (فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً.)
وقوله تعالى. (هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً.) وقولهم هذا خاتمك حديدا او هذه جبتك خزّا والاكثر في كلامهم ان تكون الحال مشتقة لانه لا بد ان تدل على حدث وصاحبه والّا لم تفد بيان هيئة ما هي له والاكثر فيما يدل على حدث وصاحبه ان يكون مشتقا نحو ضارب وعالم وكريم وقد يكون جامدا في تأويل المشتق كقولهم مررت بقاع عرفج اي خشن وبناقة علاة اي قوية وكقول الشاعر
فلو لا الله والمهر المفدى |
|
لرحت وانت غربال الاهاب |