الفعل غير المتصرف فنحو ما احسن زيدا ضاحكا واما الجامد المضمن معنى الفعل دون حروفه فكاسم الاشارة وحرف التمني او التشبيه وكالظرف او حرف الجرّ المضمن استقرارا نحو تلك هند منطلقة وليته مقيما عندنا وكأنك طالعا البدر وزيد عندك قاعدا وخالد في الدار جالسا فمنطلقة حال من هند والعامل فيها ما في تلك من معنى اشير ومقيما حال من الهاء والعامل فيها ما في ليت من معنى اتمنى وطالعا حال من الكاف والعامل فيها ما في كان من معنى اشبه وقاعدا حال من الضمير في الظرف والعامل فيها ما في الظرف من معنى الاستقرار وجالسا حال من الضمير في الجار والعامل فيها ما فيه من معنى الفعل وهكذا جميع ما تضمن معنى الفعل دون حروفه كأما وحرف التنبيه والترجي والاستفهام المقصود به التعظيم نحو يا جارتا ما انت جارة فانه لا يجوز تقديم الحال على شيء منها واجاز الاخفش اذا كان العامل في الحال ظرفا او حرف جرّ مسبوقا باسم ما الحال له توسط الحال صريحة كانت نحو سعيد مستقرّا في هجر او بلفظ الظرف او حرف الجرّ كقولك زيد من الناس في جماعة تريد زيد في جماعة من الناس ولا شك ان مثل هذا قد وجد في كلامهم ولكن لا ينبغي ان يقاس عليه لان الظروف المضمنة استقرارا بمنزلة الحروف في عدم التصرف فكما لا يجوز تقديم الحال على العامل الحرفي كذا لا يجوز تقديمها على العامل الظرفي وما جاء منه مسموعا يحفظ ولا يقاس عليه ومن شواهده قول الشاعر
رهط ابن كوز محقبي أدراعهم |
|
فيهم ورهط ربيعة بن حذار |
وقول الآخر
بنا عاذ عوف وهو باديّ ذلة |
|
لديكم فلم يعدم ولاء ولا نصرا |
وقول الآخر
ونحن منعنا البحر ان تشربوا به |
|
وقد كان منكم ماؤه بمكان |
فاما قراءة من قرأ. (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ). فلا حجة فيها لإمكان جعل السموات عطفا على الضمير في قبضته ومطويات منصوب بها وبيمينه متعلق بمطويات واما افعل التفضيل فانه وان انحط درجة عن اسم الفاعل والصفة المشبهة به فله مزية على العامل الجامد لان فيه ما في الجامد من معنى الفعل ويفوقه بتضمن حروف الفعل ووزنه فجعل موافقا للعامل الجامد في امتناع تقديم الحال عليه اذا لم يتوسط بين حالين نحو هو اكفؤهم ناصرا وجعل موافقا لاسم الفاعل في جواز التقديم عليه اذا توسط حالين