نحو زيد مفردا انفع من عمرو معانا ومثله هذا بسرا اطيب منه رطبا وليس هذا على اضمار اذا كان فيما يستقبل او اذ كان فيما مضى كما ذهب اليه السيرافي ومن وافقه لانه خلاف قول سيبويه وفيه تكلف اضمار ستة اشياء من غير حاجة ولأن افعل هنا كأفعل في قوله تعالى. (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ.) في ان القصد بهما تفضيل شيء على نفسه باعتبار متعلقين فكما اتحد هنا المتعلق به كذا يتحد فيما ذكرنا وبعد تسليم الاضمار يلزم اعمال افعل في اذا او اذ فيكون ما وقع فيه شبيها بما فرّ منه والحذاق من النحويين يخالفون السيرافي فيما ذهب اليه قال ابو علي في التذكرة مررت برجل خير ما يكون خير منك خير ما تكون العامل في خير ما يكون خير منك لا مررت بدلالة زيد خير ما يكون خير منك خير ما تكون وصحح ابو الفتح قول ابي علي في ذلك وقال ابن كيسان تقول زيد قائما احسن منه قاعدا والمراد يزيد حسنه في قيامه على حسنه في قعوده فلما وقع التفضيل في شيء على شيء وضع كل واحد منهما في الموضع الذي يدل فيه على الزيادة ولم يجمع بينهما ومثل هذا ان تقول حمل نخلتنا بسرا اطيب منه رطبا
والحال قد يجيء ذا تعدّد |
|
لمفرد فاعلم وغير مفرد |
الحال شبيهة بالخبر والنعت فيجوز ان تتعدد وصاحبها مفرد وان تتعدد وصاحبها متعدد فالاول نحو جاء زيد راكبا ضاحكا ومنع ابن عصفور جواز تعدد الحال في هذا النحو قياسا على الظرف وليس بشيء والثاني نحو جاء زيد وعمرو مسرعين ولقيته مصعدا منحدرا قال الله تعالى. (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ.) وقال الشاعر
متى ما تلفني فردين ترجف |
|
روانف اليتيك وتستطارا |
وقال الآخر
عهدت سعاد ذات هوى معنّى |
|
فزدت وزاد سلوانا هواها |
ذات هوى حال من سعاد ومعنّى حال من الفاعل
وعامل الحال بها قد أكّدا |
|
في نحو لا تعث في الارض مفسدا |
وإن تؤكّد جملة فمضمر |
|
عاملها ولفظها يؤخّر |
الحال نوعان مؤكدة وغير مؤكدة والمؤكدة على ضربين احدهما ما يؤكد عامله والثاني ما يؤكد مضمون جملة اما ما يؤكد عامله فالغالب فيه ان يكون وصفا موافقا للعامل