عليه وكسرت على الاصل في التقاء الساكنين واما حذف النون في الاضافة دون غيرها فللتنبيه على التعويض فحذفت في الاضافة نظرا الى التعويض بها عن التنوين ولم تحذف مع الالف واللام وإن كان التنوين يحذف معهما نظرا الى التعويض بها عن الحركة ايضا فان قيل لم كان لكلا وكلتا حالان في الاعراب الاجراء مجرى المثنى والاعراب بالحركات المقدرة ولم خص اجراؤهما مجرى المثنى بحال الاضافة الى المضمر قلت كلا وكلتا اسمان ملازمان للاضافة ولفظهما مفرد ومعناهما مثنى ولذلك اجيز في ضميريهما اعتبار المعنى فيثنى واعتبار اللفظ فيفرد وقد اجتمع الاعتبار ان في قوله
كلاهما حين جد الجري بينهما |
|
قد اقلعا وكلا انفيهما رابي |
الّا ان اعتبار اللفظ اكثر وبه جاء التنزيل قال الله عزوجل (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها) ولم يقل آتنا فلما كان لكلا وكلتا حظ من الافراد وحظ من التثنية اجريا في اعرابهما مجرى المفرد تارة ومجرى المثنى اخرى وخص اجراؤهما مجرى المثنى بحال الاضافة الى المضمر لان الاعراب بالحروف فرع عن الاعراب بالحركات والاضافة الى المضمر فرع عن الاضافة الى الظاهر لان الظاهر اصل المضمر فجعل الفرع مع الفرع والاصل مع الاصل تحصيلا لكمال المناسبة
وارفع بواو وبيا اجرر وانصب |
|
سالم جمع عامر ومذنب |
وشبه ذين وبه عشرونا |
|
وبابه ألحق والأهلونا |
أولوا وعالمون علّيّونا |
|
وأرضون شذّ والسّنونا |
وبابه ومثل حين قد يرد |
|
ذا الباب وهو عند قوم يطّرد |
القول في هذه الابيات يستدعي تقديم مقدمة وهي ان الاسم الدال على اكثر من اثنين على ثلاثة اضرب جمع واسم جمع واسم جنس وذلك لان الدال على اكثر من اثنين بشهادة التأمل اما ان يكون موضوعا للآحاد المجتمعة دالّا عليها دلالة تكرار الواحد بالعطف وإما ان يكون موضوعا لمجموع الآحاد دالّا عليها دلالة المفرد على جملة اجزاء مسماه وإما ان يكون موضوعا للحقيقة ملغى فيه اعتبار الفردية والجمعية الّا ان الواحد ينتفي بنفيه فالموضوع للآحاد المجتمعة هو الجمع سواء كان له واحد من لفظه مستعمل كرجال وأسود او لم يكن كابابيل والموضوع لمجموع الآحاد هو اسم الجمع سواء كان له واحد