بالزيادة ولم يصلح للتجريد والعطف نحو اثنان فانه لا يصح مكانه اثن واثن وإذ قد عرفت هذا فنقول اعراب المثنى يكون بزيادة الف في الرفع وياء مفتوح ما قبلها في الجرّ والنصب يليهما نون مكسورة تسقط للاضافة وحمل على المثنى من اسماء التثنية كلمات منها كلا وكلتا بشرط اضافتهما الى مضمر كما ينبيء عنه قوله وكلا اذا بمضمر مضافا وصلا كلتا كذاك اي كلتا مثل كلا في انها لا تعرب بالحروف الا اذا وصلت مضافة بمضمر تقول جاءني كلاهما وكلتاهما ورأيت كليهما وكلتيهما ومررت بكليهما وكلتيهما بالالف رفعا وبالياء نصبا وجرّا لاضافتهما الى المضمر فلو اضيفا الى الظاهر لم تقلب الفهما ياء وكانا اسمين مقصورين يقدر فيهما الاعراب نحو جاءني كلا الرجلين ورايت كلا الرجلين ومررت بكلا الرجلين ومنها اثنان واثنتان مطلقا اي سواء كانا مجردين او مضافين وهذا ما اراد بقوله اثنان واثنتان كابنين وابنتين يجريان يعني ان هذين الاسمين ليسا في الحاقهما بالمثنى مثل كلا وكلتا في اشتراط الاضافة الى المضمر بل هما كالمثنى من غير فرق فان قيل لم كان اعراب المثنى بألف في الرفع وبياء مفتوح ما قبلها في النصب والجرّ ولم وليهما نون مكسورة ولم حذفت للاضافة قلت اما اعراب المثنى بالحروف فلّان التثنية لما كانت كثيرة الدوران في الكلام ناسب ان تستتبع امرين خفة العلامة الدالة عليها وترك الاخلال بظهور الاعراب احترازا عن تكثير اللبس فجعلت علامة التثنية ألفا لانها اخف الزوائد ومدلول بها على التثنية مع الفعل اسما في نحو افعلا وحرفا في نحو فعلا اخواك وجعل الاعراب بالانقلاب لان التثنية مطلوب فيها ظهور الاعراب والالف لا يمكن عليها ظهور الحركة فلجىء الى الاعراب بقرار الالف على صورتها في حالة الرفع فاذا دخل عليها عامل الجرّ قلبوا الالف ياء لمكان المناسبة وابقوا الفتحة قبلها اشعارا بكونها الفا في الاصل وحملوا النصب على الجرّ لان قلب الالف في النصب الى غير الياء غير مناسب فلم يبق الّا حمل النصب على الرفع او الجرّ فكان حمله على الجرّ اولى لانه مثله في الورود فضلة في الكلام تقول في الرفع جاءني الزيدان فالالف علامة التثنية من حيث هي زيادة في الآخر لدلالتها على التثنية وعلامة الرفع ايضا من حيث هي على صورتها في اول الوضع وتقول في الجرّ مررت بالزيد بن فالياء علامة التثنية من حيث هي زيادة في الآخر لمعنى التثنية وعلامة الجرّ ايضا من حيث هي منقلبة عن الف وتقول في النصب رأيت الزيدين والقول فيه كالقول في الجرّ واما النون فانما لحقت المثنى عوضا عما فاته من الاعراب بالحركات ومن دخول التنوين