الاسماء التي تضاف الى الجمل منها ما يضاف اليها لزوما ومنها ما يضاف اليها جوازا فما يضاف الى الجملة لزوما وهو حيث واذ واذا فواجب بناؤه لشبهه بالحرف في لزوم الافتقار الى جملة وما يضاف الى الجملة جوازا كحين ووقت ويوم فالقياس بقاء اعرابه لان عروض شبه الحرف لا اثر له في الغالب والمسموع فيما وليه فعل ماض وجهان بناؤه مفردا على الفتح ومثنى على الالف وبقاء الاعراب والبناء اكثر ويروى قوله
على حين عاتبت المشيب على الصبا |
|
وقلت ألّما أصح والشيب وازع |
بالوجهين واما ما وليه فعل مضارع او جملة اسمية فعلى ما يقتضيه القياس من لزوم الاعراب واجاز فيه الكوفيون البناء وحملوا عليه قراءة نافع قوله تعالى. (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ.) بالفتح توفيقا بينها وبين قراءة الرفع ومال الى تجويز مذهبهم ابو علي الفارسي وتبعه شيخنا فلذلك قال بعد ما اشار الى ما عليه البصريون من وجوب الاعراب بقوله وقبل فعل معرب او مبتدا اعرب ثم قال ومن بنى فلن يفندا اي لن يغلط فعرض باختيار مذهب الكوفيين ولما فرغ من حديث البناء للاضافة الى الجمل تمم الكلام على ما لازم الاضافة الى الجمل الفعلية فقال والزموا اذا اضافة الى جمل الافعال فعرف انها تلازم الاضافة الى الجمل الفعلية دون الاسمية واعلم ان اذا اسم زمان مستقبل مضمن معنى الشرط غالبا ولا تفارقه الظرفية ولا يضاف عند سيبويه الّا الى جملة فعلية وقد يليها الاسم مرتفعا بفعل مضمر على شريطة التفسير كقوله تعالى. (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ.) واجاز الاخفش في نحو هذا ان يرتفع بالابتداء وفي امتناع مجيء الاسم بعدها مخبرا عنه بمفرد ما يردّ ما اجازه الاخفش فان قلت ما تقول في قول الشاعر
اذا باهلي تحته حنظلية |
|
له ولد منها فذاك المذرع |
قلت هو نادر وحمله على اضمار فعل تقديره اذا كان باهلي تحته حنظلية خير من جعله نقضا
لمفهم اثنين معرّف بلا |
|
تفرّق أضيف كلتا وكلا |
مما لازم الاضافة لفظا ومعنى كلا وكلتا ولا يضافان الّا الى معرف مثنى لفظا ومعنى كما في قولك جاءني كلا الرجلين وكلتا المرأتين او معنى دون لفظ كما في قولك كلانا فعلنا كذا وفي قول الشاعر
ان للخير وللشر مدى |
|
وكلا ذلك وجه وقبل |
ولا يجوز اضافة كلا وكلتا الى مفهم اثنين بتفريق وعطف فلا يقال رأيت كلا زيد