الشاعر
فساغ ليّ الشراب وكنت قبلا |
|
اكاد اغصّ بالماء الحميم |
وقول الآخر
ونحن قتلنا الاسد اسد خفية |
|
فما شربوا بعدا على لذة خمرا |
ومثل قبل وبعد في جميع ما ذكر حسب واول ودون واسماء الجهات نحو يمين وشمال ووراء وامام وتحت وفوق وعل فما كان من هذه الاسماء ونحوها مصرّحا باضافته او منويا معه لفظ المضاف اليه او غير منوي الاضافة فهو معرب وما كان منها مقطوعا عن الاضافة لفظا والمضاف اليه منوي معنى فهو مبني على الضم حكى ابو علي ابدا بذا من اول بالضم على البناء وبالفتح على الاعراب ومنع الصرف للوصفية الاصلية ووزن الفعل وبالخفض على نية ثبوت المضاف اليه والسبب في ان بنيت هذه الاسماء اذا نوي معنى ما يضاف اليه دون لفظه واعربت فيما سوى ذلك هو ان لها شبها بالحرف لتوغلها في الابهام فاذا انضم الى ذلك تضمن معنى الاضافة ومخالفة النظائر بتعريفها بمعنى ما هي مقطوعة عنه فيكمل بذلك شبه الحرف فاستحقت البناء وبنيت على الضم لانه اقوى الاحوال تنبيها على عروض سبب البناء واذا لم ينو بالاسماء المذكورة الاضافة او صرّح بما تضاف اليه او نوي معها لفظه حتى صار كالمنطوق به لم يكمل فيها شبه الحرف فبقيت على مقتضى الاصل في الاسماء فأعربت اذ الاصل في الاسماء الاعراب
وما يلي المضاف يأتي خلفا |
|
عنه في الاعراب إذا ما حذفا |
وربّما جرّوا الّذي أبقوا كما |
|
قد كان قبل حذف ما تقدّما |
لكن بشرط أن يكون ما حذف |
|
مماثلا لما عليه قد عطف |
كثيرا ما يحذف المضاف لدلالة قرينة عليه ويقام المضاف اليه مقامه في الاعراب كقوله تعالى. (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ.) اي حب العجل وقوله تعالى. (وَجاءَ رَبُّكَ.)
اي امر ربك وقد يضاف الى مضاف فيحذف الاول والثاني ويقام الثالث مقام الاول في الاعراب كقوله تعالى. (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ.) اي من اثر حافر فرس الرسول وقوله تعالى. (تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ.) اي كدور عين الذي يغشى عليه من الموت وكقول كلحبة اليربوعي
فادرك ارقال العرادة ظلعها |
|
وقد جعلتني من حزيمة اصبعا |