فاذا كان مجردا عمل بمعنى الحال او الاستقبال لشبهه حينئذ بالفعل الذي بمعناه لفظا ومعنى ولا يعمل بمعنى المضي لانه لم يشبه لفظه لفظ الفعل الذي بمعناه والغالب ان اسم الفاعل المجرد من الالف واللام لا يعمل حتى يعتمد على استفهام نحو اضارب اخوك زيدا او نفي نحو ما مكرم ابوك عمرا او يجيء صفة سواء كان نعتا لنكرة نحو مررت برجل راكب فرسا او حالا لمعرفة نحو جاء زيد طالبا ادبا او يجيء مسندا نحو زيد ضارب ابوه رجلا ويدخل في المسند خبر المبتدأ وخبر كان وان والمفعول الثاني في باب ظنّ وقوله او حرف ندا مثاله يا طالعا جبلا والمسوغ لاعمال طالعا هنا هو اعتماده على موصوف محذوف تقديره يا رجلا طالعا جبلا وليس المسوغ الاعتماد على حرف النداء لانه ليس كالاستفهام والنفي في التقريب من الفعل لان النداء من خواص الاسماء
وقد يكون نعت محذوف عرف |
|
فيستحق العمل الّذي وصف |
يعني ان اسم الفاعل قد يعمل عمل فعله لاعتماده على موصوف مقدر كما يعمل لاعتماده على موصوف مظهر قال الله تعالى. (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ.)
فعمل مختلف لاعتماده على موصوف محذوف تقديره ومن الناس والدواب والانعام صنف مختلف الوانه ومثله قول الاعشى
كناطح صخرة يوما ليوهنها |
|
فلم يضرها واوهى قرنه الوعل |
وقول عمر بن ابي ربيعة
وكم ما ليء عينيه من شيء غيره |
|
اذا راح نحو الجمرة البيض كالدّمى |
ومنه يا طالعا جبلا ويا حسنا وجهه كما ذكرنا
وإن يكن صلة أل ففي المضي |
|
وغيره إعماله قد ارتضي |
لما فرغ من ذكر اعمال اسم الفاعل مجردا شرع في ذكر اعماله مع الالف واللام فبين انه اذا كان صلة الالف واللام قبل العمل بمعنى الماضي والحال والاستقبال باتفاق تقول هذا الضارب ابوه زيدا امس فتعمل ضاربا وهو بمعنى المضي لانه لما كان صلة للموصول واغنى بمرفوعه عن الجملة الفعلية اشبه الفعل معنى واستعمالا فاعطي حكمه في العمل كما اعطي حكمه في صحة عطف الفعل عليه كما في قوله تعالى. (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً.) وقوله تعالى. (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً.)